facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حَـــذارِ .. فهذا هو الأردن وتلك هي مواقفه


أحمد الحوراني
06-11-2023 12:26 AM

حال الأردن مع بعض الفئات من المشككين كحال الابن مع زوجة أبيه، ولو أنها أضاءت له أصابعها العشرة لما رقّ لها قلبه ولا كفّ عن النيل منها ومحاولة الإيقاع بينها وبين أبيه، ولئن كانت إسقاطات هذه المقاربة في مكانها فإنها لتبعث على الأسف لوجودها أساسَا ممن يتقصّدون الصيد في الماء العكر وهم على مرأى واطلاع من واقع الصورة كاملة بيد أن ديدن مثل هؤلاء صار واضحًا ومتوقعًا بل ومنتظرًا بين حينٍ وآخر، تمامًا كما نتابع ونسمع ونقرأ بكل أسف تقوّلات وافتراءات واتهامات وتقليل من شأن موقف الأردن من الحرب على غزة خاصة ومن القضية الفلسطينية عامة، وفي مثل هذه الحالات والاتهامات التي يتصدى لها بعض من أبناء جلدتنا أو ممن هم وراء ظهورنا وخلف شاشات الفضائيات وقنوات التواصل في بلاد الله الواسعة، فإن الرهان على الوعي ممن يبصرون الحقيقة ويعرفون حجم وطبيعة ما قام ويقوم به الأردن في هذه الآونة الخطيرة من حياة الأمة، وهذا كان الواجب التاريخي السياسي والشرعي المناط بالقيادة الهاشمية التي ما تخلت عن فلسطين ولا تنازلت عن شبر واحد منها، ودماء الشهداء شاهدة حين تمازجت معًا ولم تفرق بين ملك وضابط وجندي.

المشككون ممن يغردون خارج السرب، هم مغرضون ولكنهم واثقون في داخلهم ومؤمنون بأنه من غير المنطق ولا الصواب مطالبة الأردن بأكثر مما يقوم به وهو البلد الصغير الذي تحمّل أعباء وتبعات القرارات المصيرية في فترات كانت لها تداعياتها على الأمة وفلسطين، ولكنه ظل وطنًا للعروبة وداعيًا للتضامن العربي والعمل العربي المشترك ولم يخرج عن الصف ولم يجن المغانم ولا المكاسب من وراء مواقفه إنما كان قانعًا بأنه جزء من أمته وعلى هذا الأساس قدم ما وسعه تقديمه وما زال متمسكًا بعروة فلسطين الوثقى ويؤمن بأنها ستكون لها الغلبة وأنها لن تنفصم وأنه وطن قوي وباق يتحرك ضمن أقصى طاقات وامكانات متاحة له ومتوفرة لديه وينادي بصوت الحكمة والعقلانية بإيقاف كل عدوان يتجرع الفلسطينيون مرارة طعمه.

ونحن نتابع مجريات الأحداث في غزة، فإنه من الظلم القول إن تحركات جلالة الملك لوقف العدوان قد بدأت في السابع من تشرين الأول الماضي، هذا إن أردنا أن نقف إلى جانب الصواب والحكمة والحقيقة، وهنا فإن على المثبطين العودة إلى الوراء قليلًا أو طويلًا، فالقواسم مشتركة والموقف واحد، وتحذيرات جلالة الملك من مغبة تفاقم الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية، ودعواته لوقف إجراءات التصعيد وبناء المستوطنات التي تقوم بها إسرائيل منذ زمن، كانت على الدوام محط اهتمامه بل إنها شكلت أبرز ثوابت خطابه السياسي ونداءاته المتكررة للعالم والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل لئلا تدخل المنطقة في منزلق خطير الخروج منه في غاية التعقيد وهو ما تم بالفعل، فماذا نحن فاعلون أكثر من ذلك؟

بدأ العدوان على غزة، وهبّ الملك ولم يغمض له جفن، وقام بجولات عربية وإقليمية وعالمية واستقبل والتقى ملوكًا ورؤساء دول وقادة عسكريين ورجال دين إسلامي ومسيحي وقادة رأي ومفكرين وإعلاميين وما انفكت اتصالاته وجهوده مستمرة،، ما يؤكد إنه عمل وما انفك على مدار الساعة لحقن دماء الفلسطينيين، وفي جميع تلك الصور والتحركات السياسية والدبلوماسية تركز جهد جلالته على أكثر من ناحية كان أبرزها:

- وقف فوري للحرب على غزة، الإبقاء على كافة وسائل وسبل استدامة إيصال المساعدات للأهل في غزة.

- مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وإرغام إسرائيل بعدم جواز استهداف البنى التحتية للمدنيين في غزة، والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والوقود.

- حماية المدنيين وتحذيراته من كافة أشكال وخطوات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم أو القيام بإجراءات تجبرهم على النزوح.

- الملك حذّر من أن أي عمل عسكري بري سيؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني أكثر مما هو عليه وهو أمر لن يقبل به الملك ولا الأردن مهما بلغ الثمن.

- الملك هو القائد العربي الذي ذكّر المجتمع الدولي والعالم بقواعد الاشتباك في الإسلام التي تُحرّم قتل النساء والأطفال والشيوخ، وتُرفض الاعتداء على المساجد والكنائس والمستشفيات ومراكز الإيواء، وأن النبي الهاشمي محمد هو من أوصى جنده بألا يقطع أي منهم جذع شجرة على قارعة الطريق.

- الملك وصف قصف المستشفى المعمداني في غزة بأنه كان جريمة حرب بشعة بحق المدنيين الأبرياء والمصابين والمرضى الذين كانوا يتلقون العلاج.

- الملك طالب بشدة بأهمية عدم إعاقة عمل المنظمات الدولية أثناء تأدية واجباتها الإنسانية في غزة، وإيصال المساعدات الطبية والإغاثية للقطاع.

كان ذلك وصفًا للواقع ولم يكن استعراضًا، وتلك هي عين الحقيقة الماثلة، فالقضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى والمحورية بالنسبة للأردن، «ولا مجال للتشكيك بالموقف الوطني الأردني تجاه ما يحصل في قطاع غزة، وكل ذلك يضاف إليه رغبة الملك بالإبقاء على عمل المستشفى الميداني العسكري، وتقديم المساعدات الطبية للضفة الغربية، إضافة إلى قرار المملكة باستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، وإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها إلى عمان.

هذا هو الأردن، وما التشكيك وما التقوّلات بشأن التقليل من مواقفه إلا محاولات لوضع العصي في الدواليب، وتلك التي لن تمر طالما كان الرهان ولسوف يبقى على وعي الأردنيين المتتبعين والمُلمين لمجمل تحديات الوطن، والمؤمنون قطعًا بأنه وعبر تاريخه الطويل، ولئن كان بحجم بعض الورد إلا أن شوكته كانت في كل مرة هي التي تحمي الأمة وترد لها عزتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :