facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"بايدن" ينعطف إلى الخلف


عامر طهبوب
13-12-2023 07:40 AM

لا أفهم تصريح الرئيس الأميركي المفاجئ أن "سلامة الشعب اليهودي على المحك حرفياً" كما قال، إلا في ضوء معطيات عديدة، أولها وأهمها أنه يعرف الحجم الحقيقي لخسائر جيش إسرائيل في غزة، وبالضرورة أدرك أن القضاء على جيش إسرائيل، أقرب من القضاء على حماس، وأن الشعب اليهودي أصبح في خطر محدق، بمعنى أن الدولة الإسرائيلية أصبحت مهددة بالزوال في ظل جنون حكومة الحرب الإسرائيلية.

ومن جهة أخرى، فإن "بايدن" أصبح على يقين أن إسرائيل لن تستطيع لا في شهر ولا شهرين استعادة الرهائن عن طريق القوة، ولذلك قال أنه أمضى ساعات في الحديث مع القطريين والمصريين حول إمكانية أطلاق سراح نحو مائة رهينة عن طريق التفاوض، وهو يعلم أن حماس لن توافق على هدنة، وإنما على وقف دائم لإطلاق النار، ويعلم أن هذا المطلب هو مطلب المجتمع الدولي بكامله، وأن واشنطن أصبحت بحكم دعمها المفرط لإسرائيل منبوذة، وتخالف رغبة المجتمع الدولي برمته، وشعبه الذي أظهرت استطلاعات الرأي أن 68 بالمائة منهم يؤيدون وقف الحرب.

تزامن تصريح "بايدن" مع دعوات دولية متعددة، حتى من دول أيدت إسرائيل يوم السابع من أكتوبر في حقها في ما يسمى الدفاع عن نفسها، ومع بيان هبة شعبية عالمية غير مسبوقة في التاريخ، لمناصرة لشعب فلسطين، ومع تقارير نشرت في غير صحيفة غربية، وآخرها "ليبراسيون" الفرنسية، أكدت كذب مزاعم إسرائيل في ما قيل أنه قتل واغتصاب وحرق من قبل فصائل المقاومة يوم السابع من أكتوبر، وفوق هذا وذاك، ما اكتشفه "بايدن" من جنون عظمة نتنياهو، وعنجهية، وتحد، حتى للبيت الأبيض، وللإدارة الأميركية التي قدمت لإسرائيل المال، والسلاح، والدعم السياسي، والاستخباراتي، وآخرها إصرار نتنياهو على استهداف السلطة الفلسطينية، وشيطنتها، وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية، واعتداءات المستوطنين، واتساع المواجهة على الجبهة الشمالية، وعمليات استهداف السفن في البحر الأحمر وبحر العرب، ووضع الشرق الأوسط برمته "على كف عفريت"، دون أن تحقق إسرائيل هدفاً واحداً من أهدافه غير قتل المدنيين، ما اضطر الرئيس الأميركي في اجتماعه مع المتبرعين اليهود من الأميركيين على مكاشفتهم عندما قال إن إسرائيل تفقد التأييد بسبب القصف العشوائي.

وفوق هذا وذاك، يبدو أن الرئيس الأميركي وصل إلى قناعة، أن حكومة نتنياهو برمتها لا تصلح للبقاء، وأن يقول أن نتنياهو يجب عليه تقوية وتغيير حكومته، لتمكين حكومة جديدة من إيجاد حل طويل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يعني بالضرورة استهداف نتنياهو شخصياً، والدعوة إلى استقالته بالتزامن مع وقف دائم لإطلاق النار، ولذلك فإني أعتقد أن واشنطن لن تستخدم "الفيتو" أمام أي مشروع قادم في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار، حتى لو كان هذا المشروع مقدماً من الصين أو روسيا، وإن كنت أظن أن واشنطن قد تدعو كندا أو استراليا، أو نيوزلندا إلى تقديم مشروع لوقف إطلاق النار، وهي التي أطلقت بياناً مشتركاً يدعو إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار.

"بايدن" يرى أن نتنياهو أصبح خطراً كبيراً على إسرائيل، وعلى سلامة الشعب اليهودي، أدرك أن صاحبه أحمق، وقد نصحه مسبقاً أن لا يدخل إلى غزة، وها هو يرى هزيمة نكراء يتعرض لها جيش إسرائيل في غزة، و"بايدن" لا تروق له تصريحات نتنياهو المتكررة حول عزمه إبقاء قواته في قطاع غزة وإدارتها.

"بايدن" ينعطف إلى الوراء، أو يقفز إلى الأمام، و"بايدن" نفسه أصبح في خطر، وموقعه أصبح في خطر بسبب فشل إسرائيل عسكرياً في تحقيق أي هدف، وبسبب جنون قادتها، وكذبهم، وكره العالم لهم، ولا أظن أن الدعم العسكري الأميركي سيستمر على نفس النسق، ولكننا يجب أن لا نكتفي ونطمئن لتصريحات "بايدن"، وإنما علينا مواصلة النضال في انتظار تغير المواقف، المهم أن تبقى هذه المقاومة تضرب بالمليان في ساحة المعركة حتى تطرد جيش إسرائيل المأزوم، مهزوماً، ويقبر أهل غزة الأحرار أحلام نتنياهو، وتفشل المقاومة مشاريع التدويل أو التهجير، وتبقى في الأرض منصورة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :