facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تجميد حرية التعبير لرسام الكاريكاتور عماد حجاج


م. وائل سامي السماعين
23-01-2024 05:53 PM

قامت اللجنة المشكلة للنظر في الشكاوى المقدمة لنقابة الصحفيين الأردنيين، بتجميد عضوية رسام الكاريكاتير عماد حجاج لمدة سنتين في نقابة الصحفيين، وذلك على إثر الشكاوى التي قدمت للنقابة بسبب رسم الكاريكاتير الذي أطلق عليه "كاريكاتير الملثم وتبادل الاسرى “الذي نشره عماد حجاج وأشار فيه الى مدنيين محتجزين في صناديق يحملها مقاتلين من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلف ضهورهم، ويتبادلون جثث أطفال، بينما هم واقفين فوق كومة من الجثث. قرار اللجنة استند على ان هذا الرسم يعتبر إهانة الى المقاومة، ولهذا اوصت بتجميد عضويته لمدة سنتين.

ما يهمني هنا رمزية القرار الذي يفهم على ان حرية التعبير قد تم تجميدها من قبل معقل حرية التعبير عن الرأي، والمفروض ان يكون له قدسية خاصة، وخصوصا عند نقابة الصحفيين الأردنيين.

فلولا حرية التعبير الذي يسمح بمساحة كبيرة للرأي الاخر، لما كان هناك تطور في التاريخ البشري على كافة الأصعدة، ونكون قد أعدنا البشرية جمعاء الى الوراء الى تاريخها القديم البشع، الذي كان مبنيا على ذبح الاخر، لأن له رأي اخر مختلف.

الرأي الاخر او ما يطلق عليه المعارضة، هي جزء أساسي وحالة صحية في أي مسار تحديثي لأي مجتمع، بغض النظر عن صحة او خطأ الرأي الاخر او مدى قبوله من رأي الأكثرية او من الأقلية، فالرأي الاخر هو نعمة من السماء، لأنه يحسن الأداء، ويجنب الشعوب المحكومة بالرأي الأوحد الكوارث. ناهيك عن ان حرية التعبير منصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان.

التعاطف الدولي الشعبي مع القضية الفلسطينية سببه حرية التعبير فلولا المظاهرات، لما كان هناك تعاطف واسع في معظم الدول، وتغير حتى لو بسيط في سياساتها اتجاه القضية الفلسطينية.

عندما هاجمت بريطانيا جزر الفوكلاند في الثمانينات من القرن الماضي، قامت احدى القنوات التلفزيونية على ما اذكر BBC بعمل لقاءات تلفزيونية مع الانجليز في الارجنتين وكذلك مع الشعب الارجنتيني، واخذت مختلف اراء الشارع البريطاني حول قضية جزر الفوكلاند، وكان هناك اراء عديدة ومختلفة، وحينها هاجمت مارجريت ثاتشر وحكومتها إدارة القناة، وكان رد مديرها ان مهمته ليس مساندة الحكومة البريطانية، ولكن نشر الرأي العام حول القضية.

هذا درس تعلمته في الصغر، عندما ذهبت للدراسة في بريطانيا وانا لم اتجاوز 18 عاما، وقارنت هذا الدرس مع ما كان يحدث وما زال في عالمنا العربي، وتحسرت على عالمنا العربي.

كان من المفروض الدفاع عن قدسية حرية التعبير، حتى ينشأ جيل يعرف معنى حرية التعبير.

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :