facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ايران والمدّ والجزر


فيصل سلايطة
29-01-2024 08:53 AM

تتعامل طهران مع المنطقة المحورية شرق المتوسط بسياسة المدّ و الجزر ، هي تريد تمدّدا فارسيا يقضم الاردن و السعودية و الكويت ، و في ذات الوقت لا تريد مواجهة حقيقية مع النفوذ الغربي في المنطقة و على رأسه امريكا ، معادلة صعبة تلعبها ايران كسبت به الرهان في سوريا و لبنان و ذلك لوجود " سجادة " بسّطت الظروف الدينية و السياسية و الديموغرافية لها ، أما في الاردن و الدول المحاذية لها جنوبا و شرقا ( السعودية و الخليج عموما ) فتواجه صعوبة بالغة في ذلك.

ايران مؤخرا عقب عمليتها الاخيرة في الجنوب الشرقي السوري أو قرب الحدود السورية الاردنية فتحت النار على نفسها (عن عمد أو حماقة) فإذا تعمّدت هذا فهي تريد بشكل أو بآخر تشتيت الامريكان عن المشهد المحتدم في غزة و الذي بعيدا عن " المأساة السكانية " باتت تفقد به ايران التمدد شيئا فشيء ، و إن كانت عن حماقة فقد ارتكبت بلاهة سياسية سوف تدفع ثمنها باهظا إن كانت بقائمة اغتيالات قادمة أو حتى بضربة أمريكية ضخمة لها كما تطالب كثير من الاصوات في الداخل الامريكي و في الاروقة السياسية للكونغرس.

الفكرة الايرانية و التي تحاول تغليفها (بالمقاومة لاسرائيل) باتت اليوم بعد مئة يوم و أكثر من حرب غزة أكذوبة مستهلكة لا تمرّ أبدا ، فمنذ بدء الحرب كان بإمكانها ضرب اسرائيل من قلب طهران ، لكن على العكس راحت تمرّر الاوامر لدول عربية و في النهاية من يجني عواقب تلك الضربات هي الشعوب العربية في اليمن و سوريا و لبنان و العراق، تلك الدول التي أستبيحت و انتهكت سياستها كنتيجة للسياسة الايرانية.

القاسم المشترك بين الدول التي تضم نفوذا ايرانيا هو " السيادة الضائعة" و السيادة هنا لا يمكن أبدا مقارنتها كما يقول بعض البسطاء بتواجد القواعد العسكرية ، فالقواعد تبقى قواعد تسير وفق نهج الدول أو وفق قوانين و عقود تم التوقيع بالتراضي عليها ، أما الدول التي توالي ايران فنستطيع أن نقول أنها تعيش جحيما سياسيا اقتصاديا ، فهل يمكن الوثوق بعد ذلك في السياسة الفارسية؟
أما في المعادلة الخليجية الايرانية ، فتتعامل السعودية بحنكة سياسية كبيرة مع ايران ، و كأنّها تقول لهم (اصدقوا نصادق ، أخلفوا نعادي) و ذلك بعد التقارب الاخير بين الرياض و طهران ، فالرسالة واضحة و لا تحتاج للشرح.

أما على الضفّة الاخرى فالمعادلة التي ترمي بمنتقدي ايران نحو الحضن الاسرائيلي هي أيضا خاطئة ، فمن ينتقد طهران ليس بالضرورة أن يوافق تل ابيب بكل خطواتها التي في أغلبها خاطئة ، فايران و اسرائيل أقطاب تتشابه كثيرا في التعنت السياسي و التطرف العسكري .

مؤخرا ظهر دونالد ترامب و قال متهكّما بأنّ ايران أبلغت الادارة الامريكية بنيتها ضرب قاعدة عسكرية ضربة " كاذبة" و ذلك لحفظ ماء الوجه عقب اغتيال سليماني ، و ترامب بالرغم من كل من " مراهقاته السياسية" نستطيع بأن نلمس الصراحة في منهجه ، أما ايران فبالتأكيد تريد حفظ ماء الوجه ، هي التي صدّعت رؤوس الشعوب العربية بطريق القدس لم تضرب من أراضيها صاروخا واحد اتجاه من تعاديهم ، بل تأخذ الاراضي العربية أداة و وسيلة ، فلبنان اليوم يقف على ناصية حرب كتلك التموزية التي لا يتمنى أي محب لأرض الأرز أن تتكرّر ، لتظن طهران أنّها بعيدة عن الغضب الامريكي الذي بات صبره ينفذ شيئا فشيئا.

لذلك يبقى حفظ الأمن الأردني عبر الشريط الحدودي مع سوريا أولوية وطنية داخلية، فمن لا يعتبر بتجارب الغير لا يستطيع ردع الاعداء و لنا في دول المنطقة تجارب عديدة مع المدّ والجزر الايراني والذي يحاول الاردن بتضحيات جنوده ابقاءه بعيدا عن أراضيه.. فحفظ الله الأردن وأنعم على فلسطين بالسلام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :