facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أقلقتهم ماجدة الرومي ..


فيصل سلايطة
15-02-2024 10:39 AM

"إنَّ الثورةَ تولدُ من رحمِ الأحزانْ" هكذا كتب شاعر الحُب نزار قبّاني مناجيا بيروت لتستفيق , و هكذا غنّت بصوتها الملائكي ماجدة الرّومي لتثور بيروت و تنتفض ...فما هي ثورة ماجدة الرومي ؟.

إن أقل ما يمكن أن يقدّمه الانسان تجاه وطنه المُمزّق المنهوب الذي يعاني فساد البشر و دمار الحجر هو البوح , فالبوح ثورة و ثوران , فيه إنصاف للانسان الذي يُخلِصْ و يعمّر بيدٍ نظيفة البُنيان ...لكن أنصاف البشر , الذين يملكون اشباه الضمير يقلقهم الكلام فيغتالون الاقلام و يعلّقون المشانق للاحلام ! ... همّ من اقلقتهم ماجدة الرومي عندما افصحت عن كوابيس لبنان , عن دمار الانسان المجرم به ... عن وطنٍ كان في في الجمال آية " كالمنيكان "... أصبح يُختصر بالكلام يُختصر " بكان " ...

ماجدة من حفلها في أبوظبي مؤخرا ناشدت الناس بأنْ يزورا لبنان , أن تكون وجهتهم الصيفيّة بيروت , فبلد الأرز اليوم في أمسّ الحاجة للدعم على كافة الاصعدة , فقد أُنهِكَ حدّ التخمة , اقتصاديّا و سياسيّا و اجتماعيّا , فجنوبه بات فوهّة بركان, مشاحنات تدخل شهرها الخامس مع عدوٍ يأبه الهدوء , يتمنى أن تصبح بيروت غزّة ثانية ...كما يكتب و يهدّد و يحذّر! .

لبنان كان في الماضي وجه الشرق الجميل , الصورة الناصعة التي بها يُنصف الشعب العربي , فعندما كان ابناء الغرب يتباهون بباريس , كان العرب يرفعون صور بيروت في وجه من يظنّون أنّ التخلّف عنوانً لهم , و بأنّ الجمال مفقود شرق المتوسط , فقطعة السماء هذه باتت كابوسا لسكّانها , هذا الكابوس الذي يكره الفاسدين التحدّث به...فيريدونه كما العادات أن تبقى الكوابيس اسرار لكي لا تتحقّق ...متناسين أن بأيديهم باتت الكوابيس واقعا يعاش , و حاضرا دخل مرحلة الانعاش بقراراتهم و انانيتهم و كرههم المغلّف بالسياسة ..

صوت لبنان الراقي , كانت لعقود خير سفيرة لهذا البلد الجميل , بحضورٍ مُتزن و صوت يلامس الوجدان و الضمير , و بايمانٍ كبير حد القداسة في الاداء , انصفت ماجدة لبنان في وقتٍ خذلها كُثر ممن يتجارون بالوطنية في بورصة الدمار , فهل اليوم بعد أن اعطت الكثير لبلدها تصبح خائنة و منافقة لصراحتها ؟ و هل إن مَدَحت بلدا زاهرا و ذمّت " فئة " في بلدها تصبح ماجدة منزوعة المجد ؟.

كان من الاولى أن يثوروا لأجل لبنان , أن تُصحّي بهم هذه الصرخة بواقي الضمير , أن ينظروا للبحر و الميناء , البقاع و الجبال , الشاطىء و الوديان ,السهول و الخضار , كيف كان لبنان و ما زالت ارضه تعجّ بالجمال , أن يستفيقوا من سُبات الزعامات وينقذوا الاوطان من أيدي الاوغاد مقسّمي الكعكات , فأصاب عقولهم الحَوَل و راحوا يحاكمون ردّة الفعل و يطلقون سراح الفِعل .

يظنّ من عنوانهم العريض الفساد , أنّهم يعيشون في جزيرة معزولة , و أن الضمائر العربية اصابها البكم , بحيث انقطعت عن التعبير , أو ممنوعون من التعبير بحكمٍ " الوطنية " , يُهيّا لهم أن علاقة الانسان بالاوطان , مبنية على الصمت المطبق , هذا الصمت الذي يريحهم و يبيح لهم التغوّل اكثر في جسد البلدان , فهم يخافون أن تضرب احدى الاصوات العالية صاعقة في ضمائر الناس لتثور , " فكلّن يريد أن يُسكت كلّن " ليعيش باقي " كلّن " كابوسا داخل الوطن .

فلماجدة الرومي سيّدة ثورة بيروت كلّ الحبّ ...و للبنان امنيات السلام و الاطمئنان..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :