facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عقدة الامتحان


ماهر ابو طير
01-08-2007 03:00 AM

التسريبات الاسرائيلية حول رغبة رئيس الحكومة الاسرئيلية بدخول قوات عسكرية اردنية الى الضفة الغربية لحفظ الامن ، يجب ان لا تثير كل ردود الفعل هذه ، فالاردن والجيش الاردني لم يكن يوما جيشا لحديا ، ولم يكن ولن يكون دوره وكيلا عن المحتل الاسرائيلي لقتل الفلسطيني او تأديبه.
من المعيب انه كلما نشرت صحيفة اسرائيلية تقريرا صحيحا او كاذبا ، ان نتداعى في الداخل الاردني الى الرد بداية من الاعلام الرسمي مرورا بالصحف والفعاليات السياسية وصولا الى عوام الناس ، فهذا البلد مستقر وثابت ، فيه دولة ومؤسسات ، وليس مجرد مركز امني خلفي لاسرائيل ، تستدعي عناصره اذا استدعت الحاجة الى الضفة الغربية ، لتكسر عظام الناس او اطلاق النار عليهم ، واعتقد ان الهوية الوطنية لهذا البلد وشعبه ، لاتقبل اساسا ، مجرد فكرة الرد على هكذا اكاذيب ، حتى لايبقى الاردن طوال عمره ، في امتحان لاثبات عروبته ، وبأنه لايخون ، ولن يخون.

ليس من المفترض اذن ان نتجاوب كلما عطس اسرائيلي بقصة صحفية او سياسية ، فهناك ثوابت اردنية معروفة ، وهي ليست للاستهلاك المحلي او الاعلامي ، وهي ثوابت تتطابق مع العقل الباطني للدولة ، فالاردن لم يكن حاميا لاسرائيل ، ولم يكن كيانا وظيفيا مهمته تثبيت الامن على الحدود ، او تطور هذه المهمة نحو ارسال عسكر الى الضفة الغربية لقمع الشعب الفلسطيني ، والاردن ايضا الذي له تحت تراب فلسطين الاف الشهداء ، وله في الحرب دفاعا عن فلسطين صولات وجولات ، وله ايضا في قسمة رغيف الخبز وشربة الماء مع الفلسطيني ، فلا نتوقع اذن ان يتحول الاردن الى مجرد قوة مستأجرة ، تريح العسكري الاسرائيلي ، وتجعله يرتاح في بارات تل ابيب ، فيما يقتتل الاخوة الاردني والفلسطيني ، على ارض لم يتم تحريرها اصلا.
لو كنت محل الجهات الرسمية لما تنازلت اصلا وقمت بالرد على كل تقرير تنشره الصحافة الاسرائيلية ، فالاردن ليست قطعة ثلج تنصهر كلما ارتفعت درجات الحرارة ، والاردن ايضا ليس صغيرا الى هذه الدرجة التى يمضي فيها حياته وهو يؤكد لمن حوله انه لن يفعل كذا وكذا ، فلسنا في امتحان مفتوح الى مالانهاية ، لاثبات حسن النوايا ، وان العسكري الاردني الذي تأسس مجده وتاريخه على قصص الاستشهاد والشهادة ، وعلى بذل الدم ، وعلى ابناء العشائر الذين زرعوا قلوبهم في ارض فلسطين زيتونا وقمرا وربيعا ، لن يكون في لحظة ما ، لحديا ، فلا الدولة تقبل لنفسها هذا الدور ، ولا الشعب تقبل مروءته ، ان تكون بنادق ابنائه مصوبة باتجاه صدور الفلسطينيين.

كفى اذن تصغيرا للاردن ، وكفى ان نضع الاردن بحضوره واعتداده بنفسه واهله في كفة وتقرير صحفي كاذب في كفة اخرى ، وهكذا ردود فعل تدل على عدم الثبات وسريع التأثر ، وهذا ليس لائقا من شعب ودولة ، حافظا على نفسيهما طوال العقود الماضية ، وسط هذا الاقليم المشتعل ، فالاصل ان نخرج من عقدة الامتحان التي وضعنا انفسنا فيها دون سبب واضح وان يكون رد فعلنا ، رد فعل المرتاح الى موقفه ، لا..الذي تهزه كلمة هنا او هناك.

سلام على جباه العسكر التي ماقبلت ان تسجد الا لله في محراب الطهر الوطني والقومي ، والتي لن تكون وكيلا عن المحتل ، ولا جيشا لحديا في اي يوم من الايام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :