facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آخر حراس الاقصى


ماهر ابو طير
31-03-2011 03:27 AM

روى الصحافي التركي «إلهان بردكجي» قصة مؤثرة جداً حدثت معه في القدس قبل اكثر من اربعين عاماً في مقالة رائعة كتبها «صالح كولين» يحكي فيها قصة العريف «حسن الاغدرلي»،وهو جندي تركي بقي في القدس،بعد انهيار الدولة التركية.

قصة جندي رفض الانسحاب او تلبية الاوامر،او العودة الى دياره،لان القدس فوق الاوامر،وقد عاش ُمعمراً في باحات المسجد الاقصى حتى توفي عام 1982،بقي هناك خوفاً من ملامة القدير،في يوم لاينفع فيه الرد والتفسير!.

«بردكجي» زار القدس،آنذاك،ضمن وفد سياسي واعلامي،ورأى الجندي التركي وقد بلغ تسعين عاماً وما زال يرتدي ذات الزي العسكري،بعد ان امعن في ترقيع البدلة،حتى تبقى كل هذا الوقت،وبعد مرور كل هذه السنين.

لانهما من تركيا استطاعا الحديث مباشرة،حتى اغرورقت قبة الاقصى دمعاً وتأثراً على حارسها المتبقي بعد الحرب،وهو الجندي الذي رأى الاحتلال البريطاني والاسرائيلي للقدس،فما ارتحل،ولا ترّجل،ولا مل ولا استسلم.

الجندي التركي رفض الانسحاب من القدس،وبقي طوال عشرات السنين يرتدي ذات البدلة العسكرية المرقعة،ويقف عند بوابة المسجد الاقصى،حتى توفي مطلع الثمانينات،معتبراً ان ليس من حقه ترك القدس.

القرار ليس شخصياً.هذا هو السر.والرجل كان معروفاً عند المقدسيين،واذ يقول الجندي لمحدثه بردكجي «سأبقى هنا حتى لا يقال اننا تركنا المسجد الاقصى» تعرف الفرق بينه وبين غيره.بينه وبيننا.بينه وبين هذه الامة.

العريف حسن الاغدرلي،رئيس مجموعة الرشاش الحادية عشرة، الكتيبة الثامنة، الطابور السادس والثلاثين،من الفرقة العشرين في الجيش العثماني،واذ توفي مطلع الثمانينات،أبرق مقدسي للصحفي التركي ليقول له:اليوم توفي آخر حراس المسجد الاقصى!.

ُدفن في القدس،ويالها من موتة يطعمها الله لمن يريدها حقاً.الموت في المدن المقدسة ليس كأي موت او رحيل.

هذه هي الروحية التي كانت سائدة،فالعلاقة مع المسجد الاقصى،ليست جغرافيا وتاريخ،وهوية وطنية،وليست ايضاً شعراً ونثراً.بكاء،تصريحاً وتلميحاً،فالاقصى مطلوب من كل واحد منا،مهما اشاح بصره،او تعكر قلبه،او ظن ان الامر لا يعنيه. دم الاقصى وسلسلته عربية اسلامية،هكذا تقرأ في شجرة عائلة الاقصى الممتدة من شروق الشمس الى غروبها.

لم تكن صدفة ان يكون المسجد الاقصى القبلة الاولى،ولم تكن صدفة ان يسري الرسول من مكة المكرمة الى القدس،ولم تكن صدفة تلك «العظمة» التي تجلت في تقاسم صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ركعتين بتجاه الاقصى،وركعتين باتجاه الكعبة.

اربع ركعات صلاهن الرسول،تم تقاسمهن،وكأنه يقال ان قداسة المدن والمساجد لا تكتمل الا باثنين،الكعبة والاقصى.

الملامة على التاريخ،لا تطعم وطناً،ولا تسقيه.فالمسجد الاقصى امانة في اعناق المسلمين والعرب،واذ ننشغل اليوم بكل هذه الثورات العربية،نخشى على المسجد الاسير،ومن غدر المحتل،الذي يرى الملايين وقد انشغلت في مهمة تحرير يديها من الاصفاد. للاقصى قلب وروح،واذ تسمع الانين والالم،بقلبك ذات صفاء،تعرف ان ضنك الملايين،لم يأت من فراغ،فالمسجد الاقصى يئن ويشكو،وكل من تسبب بتركه وحيداً سيدفع ثمنا بالغاً،لان القصة ليست قصة حجارة آيلة للسقوط والهدم فقط.

القصة قصة بيت الله،الذي خذلناه وتركناه وبين يدي المحتل اركعناه،ولم يخرب حالنا الا لان لساننا يقول للاقصى:اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون.

ما من ذنب لا يغفر،الا ذنب خذلان الاقصى،حين يكون رأس الكبائر وسيدها ايضاً!!.

mtair@addustour.com.jo

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :