facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تقدير الموقف


د. بسام العموش
03-04-2024 09:52 AM

هذا العنوان متداول عند العسكريين لكنه ليس حصرا" لهم بل يمكن استخدامه في تقدير الموقف السياسي في الصراع الحضاري.

لقد غطت حرب أوكرانيا على المشهد في الإعلام لفترة من الزمن لكنها أصبحت الخبر الثاني بعد السابع من أكتوبر واشتعال الوضع في غزة وفلسطين.

نعم أصبحنا أمام الحدث الأكثر إيلاما" على شعب أعزل مضى على سلب بلده أكثر من سبعين سنة في القتل والتهجير والمجازر والاستهانة بإسناد غربي لأن الغرب هو الذي اوجد هذا الكيان الاستعماري لحاجة في نفس بلفور سايكس وبيكو ، ومن المقطوع به أنه ليس حبا" في اليهود بل كرها" لحضارة الاسلام ولمنع ظهور المسلمين بزرع كيان سرطاني في حلوقهم .

واليوم مع هذا الهولوكوست المميز للفلسطينيين والعالم (الحر جدا" )يراقب ويدعم الكيان المعتدي بالسلاح المتطور مع شلل عربي رسمي لا يمكن أن يتحرك بصورة فعالة تتمناها الشعوب ، يأتي من يطالب الأردن بالقيام بدور السوبرمان أو قل بدور صلاح الدين أو المعتصم أو المهدي المنتظر ، وهي مطالبة في غير محلها ، لأن من يطالب ينسى أن أي تحرك عسكري أردني يعني الانتحار حيث هي أمنية الصهاينة كي يستغلوا الفرصة لتنفيذ التهجير القسري وبهذا يتخلصوا من الفلسطينيين عبر ساحة مكشوفة محاطة بمخاطر عديدة لا تقف عند حدود الصهاينة بل تجثم قوات ومنظمات تأتمر بأمر إيران في الجنوب السوري والغرب العراقي وهذا يعني أن الأردن محاط بالمخاطر من الجهات الثلاث ، ولهذا لا يمكن أن يقدم الأردن على أية مغامرة يشتهيها المتربصون أو البسطاء المتفاعلون مع أهل فلسطين وقلوبهم تتقطع لما يشاهدون عبر الشاشات.

ولنا أن نسأل : هل قال الأردن أنه يقدم كل ما هو مطلوب منه ؟ بالطبع لا لكنه يقدم الممكن عبر مستشفيين وإنزالات وقوافل وجهد سياسي وإعلامي ولا يستطيع أكثر من ذلك . كما إن الساحة الأردنية لم تتوقف عن التعبير عبر مسيرات واعتصامات منضبطة رغم أن فرصة المندسين كبيرة وواضحة ، لكن الغالبية العظمى من المتظاهرين يؤمنون بأمن الأردن واستقراره . ولا شك أن هذه التظاهرات تسند الموقف الأردني الرافض لمجازر الصهاينة ولهذا يجب أن تستمر بانضباط تام حتى لا يتحول مسارها عبر المندسين أو الذين يعيشون على شبر ماء.

إن وحدة الصف في الأردن هي الجدار الصلب الذي يجب أن نتمسك به لأن موقف المتمني لا يمكن ان يكون مثل موقف المسؤول الذي لديه حسابات لا يعرفها صاحب الأماني والذي تسوقه العاطفة.

اجزم ان الصهاينة يتمنون خراب الوضع في الأردن لا قدر الله كي يفرغوا الضفة الغربية والتي هي الهدف الحقيقي للصهاينة ، وهو أمر سيشتت انظار العالم عما يجري في غزة . وأقول لكل الذين يطيشون على شبر الماء:

هل تقبلون أن يتم تدمير المدن الأردنية وأبنية الناس وتجارتهم ومصانعهم ومزارعهم ودور عبادتهم ومستشفياتهم وجامعاتهم . وماذا لو حصل ذلك ؟ هل سيقف الطامعون في الحدود الشمالية والشرقية أم سيجدون الفرصة المواتية لاقتحام الحدود ليغدروا الأردن من الخلف كما هو تاريخهم الأسود.

أقول ما قلت للطائشين وللمحرضين عن بعد ورأيي هذا نابع من " القراءة الصحيحة" في نظري للمشهد القائم والذي يمكننا من الصمود حتى تتكشف الأمور ونرى الفصل الأخير في هذه الجولة . لا أكتب ما كتبت خوفا" ولا طمعا" ولا تزلفا" ولا خندقة إقليمية فجدي لأبي من جزيرة العرب وجدي لأمي من عقربا/ دمشق ، وأولاد خالتي من القدس ، وأولاد خالتي الأخرى سعوديون ، واخوال امي من الدوايمه/ الخليل . وعاش لي عم سبع سنين في سجن عسقلان ، واستشهدت خالتي في سلوان القدس عام ١٩٦٧م ، ونشأتي عروبية وفكري إسلامي ولا يمكن أن اكون اقليميا" . هذا الخاتمة لكل من يريد أن يصطاد في الماء العكر . قلبي مع غزة وفلسطين ، وهذه جولة ولكن العاقبة للمتقين وليست لقتلة الأنبياء مهما طال الزمن .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :