اخشى على مظاهراتنا السلمية واحتجاجاتنا على جرائم اليهود ان تتسلل لها ايادي الشر وتتحول من حراك واع الى عراك مع الوطن وغوغاء تقلق طمأنينة المجتمع وهذا ماتريده اسرائيل بأن تخترق جبهتنا الوطنية المتماسكة المتعاضدة امة وقيادة في وجه عدوانها ومطامعها.

نحن في الاردن امة رشيدة نمارس حقوقنا الديموقراطية بوعي لما نعبر عنه واداراك لما تريد ولا يجادلنا بالحق احد ولاتأخذنا به لومة لائم وتلك حدودنا التي لانتجاوز فيها حدود وطننا كما تلتزم بحدود غيرنا وتعي طبيعة التحديات التي تواجهنا لطالما يقف الاردن بكل شرف واصالة عربية في وجه كل المخططات التي تستهدف قضيتنا الاولى وهي الحق الفلسطيني والدفاع عن فلسطين وحماية اهلنا الفلسطينيين وهذا نهجنا منذ ان وطأت اقدام العصابات الصهيونية ثرى فلسطين ودنست حرماتاتها ومقدساتها وطال شررها ارضنا وقرارنا وخيارنا فلا احد اسبق منا ولا غيرنا قدم اكثر منا من تضحيات دفاعا عن فلسطين ومن لم يعرف عليه ان يراجع تاريخنا

اما ان تتحول المظاهرات من حراك سياسي واع هادف يعبر عن غضب الامة على اسرائيل الى عراك مع الوطن فهذا شكل من اشكال العدوان ويكال بمكاييل رد الشر والتصدي للاشرار وعندها يكون كيلنا الصاع بالقنطار فلا فجور ولا شرور مسموحا بها فحدود الوطن امانة في رقابنا حماية لامتنا ودفاعا عن فلسطين وصونا للجدار العربي من مطامع اسرائيل فالاردن حصن الوطن العربي المنيع من تمدد ارهاب وعدوان هذا الكيان الارهابي

لهذا وعندما تتحول احتجاجاتنا ومظاهراتنا الى غوغاء وفوضى تفتعلها جماعات قد تكون عفوية وبلا مضمون ولا محتوى وحتى لاتكون تلك الجماعات ادوات بيد غيرها ممن يمتلكون مضمون ومحتوى بان الاردن هدفا لشرورهم وعدوانهم فعندها وجب على اجهزة الدولة ان تحمي الوطن والمواطن ولا مجاملة ولا مهادنة لاحد عندما يتعلق الامر بامن وطننا وطمأنينة مجتمعنا.