facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيوبنا من صنع أيدينا؟


د. فهد الفانك
06-04-2011 04:47 AM

أخذ البعض عليّ أنني ادعيت أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية ، التي انطلقت من أميركا قبل سنتين ، وتجاوبت أصداؤها حول العالم ، لم تؤثر على الاقتصاد الأردني. والصحيح أنني لم أقل بعدم تأثر الأردن بتداعيات الأزمة العالمية ، بل زعمت أنها أثرت على الأردن إيجابياً ، عندما خفضت فاتورة البترول المستورد إلى أقل من النصف ، وكذلك أسعار الحبوب والأعلاف وعدد كبير من المواد الأساسية التي يعتمد الأردن فيها على الاستيراد.

هذا لا يعني أن الاقتصاد الأردني كان في أفضل حالاته في مرحلة الأزمة العالمية التي بدأت في خريف 2008 واستمرت لمدة سنتين ، على العكس من ذلك فقد عانى الأردن خلال هذه الفترة من اتساع العجز في الموازنة العامة وارتفاع المديونية بالأرقام المطلقة والنسبية. كل ما هنالك أن هذه السلبيات لم تحدث نتيجة الأزمة العالمية بل نتيجة سياسات اقتصادية ومالية محلية غير موفقة ، وتقع مسؤوليتها على كاهل الحكومات وليس على كاهل الأزمة العالمية.

على العكس من ذلك فإن الانتعاش الذي يحدث الآن في الاقتصاد العالمي ، وخاصة في أميركا وألمانيا والصين ، بدأ يضغط على الاقتصاد الأردني ، فأسعار البترول والقمح والأعلاف والمعادن في ارتفاع نتيجة لانتعاش الطلب العالمي مما يلحق الضرر بموازين الاقتصاد الأردني.

ليس هناك من يدّعي أن الأردن محصّن ضد التطورات العالمية والإقليمية ، على العكس من ذلك فإن الأردن مكشوف لهذه التطورات ، ونحن نتأثر إلى حد بعيد بما يحدث حولنا ، وخاصة في الاقتصاديات الخليجية التي تستوعب فائض قوانا العاملة ، وصادراتنا الزراعية والصناعية ، وترفدنا بالمساعدات المالية والاستثمارات الخاصة ، فضلاً عن السياحة لأغراض العلاج والتعليم وغيرهما.

الأردن بلد صغير منفتح على السوق العالمية ، ولا تستطيع حكومته التأثير على مجريات الأمور العالمية والإقليمية ، فهي تتعامل معها كمعطى ، ولكن الأردن بلد مستقل ذو سيادة ، وحكوماته هي التي ترسم وتطبق سياساته الاقتصادية والمالية والاجتماعية. وإذا فشلت هذه السياسات أو تعثرت ، في هذا المجال أو ذاك ، فلا يجوز أن نلوم العالم بل أنفسنا.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :