facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكرى الاستقلال


د. صبري ربيحات
25-05-2024 03:49 PM

لا اظن ان امة او شعب على سطح هذا الكوكب لا يحلم بالاستقلال ويتطلع الى صيانته وتعزيزه والحفاظ عليه.فالاستقلال يعني الحرية واللاخضوع واللاتبعية وهو الامن والطمأنينة وهو الحس بالمساواة مع الاخر وهو المتطلب السابق لاقامة علاقات متكافئة ، وهو التحرر من الخوف والقلق والتوتر وهو البداية الحقيقية للنهضة الشاملة القائمة على الإيمان بقدرة الامة على تعريف هويتها وتحديد أهدافها واتجاهاتها و توظيف مواردها في تحقيق الرفاه والسعادة لابناءها ولعب ادوارها البناءة على الساحات الاقليمية والمسارح الدولية .

اليوم نحتفل بحب واعتزاز بهذا المناسبة التي تمر على الاردن الذي كان ولا يزال في قلب الوجود العربي حاملا احلامه التي عبرت عنها الثورة العربية الكبرى و بقيت مظاهرها مطبوعة على العقل والوجود الاردني يحيها شعبنا بكل مظاهر الزهو والتعلق والايمان بالقدرة على بعثها مرة تلو الاخرى الى ان يتحقق للشعب العربي حلمه الموعود.

نعم ، يختبي في اللاوعي الاردني ايمان عميق بأنه بلد تحكمه اسرة لها تاريخ عريق في الحكمة والكرم والسماحة والخلق والتنوير. اسرة علمت الامة والبشرية قواعد الخلق والاتحاد والانتماء والعمل المشترك . فحتى وان بعدت بنا المسافات عما كان لا يزال العرب والغزيون يذكرون ان بلدتهم نسبت الى جد الهاشميين وعميدهم الأول هاشم ولا يمكن ان ينسى الحجازيون ولا العرب ان قصي بن كلاب كان عميد الحكمة والقيادة واحد أكرم الذين خدموا البيت العتيق عندما كان يؤمه العرب.

لقد واجه جد الرسول الكريم عبدالمطلب غزو الاحباش وفيلتهم بعبارة واحدة " للبيت رب يحميه " . وبنفس هذه الروح دافع الحسين عن الاردن يوم الكرامة برسالة هاشمية وحث جنوده على مقاومة الغزاة الصهاينة برسالة صوتية لا اظن ان هناك ما يشبهها لا في المغزى ولا في الإيقاع...

لقد نادى يرحمه الله على الجنود الذين عرفهم وعرفوه ويعرف تماما انهم الرجال الرجال الذين لا يطربون الا للحن الذي تغنى عيه كلمات " فدوى لعيونك يا اردن ..ما نهاب الموت حنا ...يا حمى غالي علينا ما نطيق البعد عنه... " ويصحون ليرتلو بصوت ملؤه الخشوع " اني لاقسم بالاله ..قسما تخر له الجباه....اني ساخلص للمليك وللبلاد مدى الحياة ...ان لا اخون التاج معتمدا على عمد سواه .. " نعم كان الجنود يحبون جنديتهم ويزهون بلباسهم و يرددوا بلا ملل كلمات حابس المجالي وصوت سلوى العاص ..."خسا يا كوبان ما انت ولف لي ..ولفي شاري الموت لابس عسكري " .

عبر صوته الذي كان له بصمة في اذان كل واحد منا و صدى لا يشبهه صدى في دواخلنا أوصى الحسين جنوده بأن يصبرو ويصابروا وقال لهم انها معركة ينتظرها العرب والعالم ووصف الصهاينة المعتدين بمواكب الصلف والغرور وقال " اقتلوهم حيث وجدتموهم باسلحتكم بايديكم باسنانكم باظافركم " ...

نعم لقد كانت مكة عاصمة السيادة والثقافة والروح والخلق العربية وكذلك عمان اليوم فهي التي تستقبل كل العرب وتأوي كل مستغيث وملهوف وهي التي تنافح عن الحق العربي وتمارس حق الاختلاف حتى مع ترمب الذي استهان بكل ما هو غير غربي وصهيوني

نعرف تماما ان الابحار في عالم المال والمصالح والمؤامرات صعب على من يملك ارثا وخلقا ورسالة . ونعرف ان بلدنا يواجه اكراهات لا مناص من المناورة لتجاوزها لكننا نثق بوجود ثوابت لا حيدة عنها ونتطلع الى اليوم الذي تكتمل فيه فرحة الامة بنصر اخوتنا وتحررهم واقامة دولتهم وامتلاك الامة لمواردها واقدارها وحريتها وتحررنا الكامل من الهيمنة والتبعية والاستغلال..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :