ما زلنا على أمل أن نعود كما كنا عليه من قبل، اليوم طاقتنا أصبحت تستنزف ما تبقى منها، اليوم أصبحنا لا نشكي ضعفنا إلا لله السميع المجيب، لا أحد منا يعلم عن ما يعانيه غيره، هل هو سعيد أم حزين، لكن من تربى على الحزن لن تغيره الأيام، أصبحنا كالميت لا يمكن للعلاج أن يعيد له الحياة، بعد أعوام من الآلام أصبحت أفواهنا لا تشكي إلا الألم، لتتحدث وحدها عن ما يعانيه صاحبها...

أصبحنا ندرك معنى أن الحياة أصبحت لا طعم لها، أصبحنا ندرك أن القادم سيكون ليس أجمل عن مما سبقه، أدركنا أن القادم لن يكون إلا زيادة لجرعة ألم، زيادة لحجم المعاناة التي اعتدنا وجودها بحياتنا، أو التي ربما تربينا عليها.

كم أرهقني التفكير عن المستقبل الذي يتحدثون به، هل المستقبل سيكون كما كنا نرسمه منذ الصغر، هل سيكون قادرا أن يعيد لنا الحياة التي افتقدناها منذ زمن طويل؟ إلا أن كل ذلك لن يكون إلا خرافات زائفة كانت تقدم لنا كوجبة طعام لا تصلح حتى للأكل.

وما زال الكثير منا يعتقد أن المعاناة تنتهي بوجود فرصة عمل، لا أنكر ذلك، لكن أن تأتي بعد تكدس المعاناة لن تكن العلاج الكافي للقضاء حتى لو على القليل منها، بل ستبقى الأعراض ترافقنا على مدى أعوام عديدة قادمة.

اليوم نستذكر الكثير من القصص التي كان لها الأثر الأكبر من حياتنا، ونستذكر أن أحبال المعاناة لم تكن قصيرة كما يعتقد البعض، بل كانت وما زالت درسا قاسيا يقدم لنا على هيئة الكثير من النماذج والقصص.

رغم ذلك علينا أن نسعى جاهدين للمحاولة أن نخرج من ذلك المعاناة، حتى لو بالقليل من النتائج، لأجل أن نسعف أنفسنا من أبواب الموت التي أصبحت تحطينا وتزيدنا قهراً .

كان الله في عون الجميع.....