facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"ابو النصر" .. الطاهر زكريا


د.عبدالفتاح طوقان
06-08-2007 03:00 AM

الكتابة عن صاحب لقب "ابو النصر" دون الخوض في الاسم كاف لجرد ذكريات قرن من العمل الوطني في الشأن العام السياسي و الاقتصادي . لقد عرفت الاجيال المتعاقبة زكريا الطاهر و تذكره دوما بالخير فقد كان زعيما شعبيا ذو هيبة و احترام ." ابو النصر" كان دينمو الحركة السياسية و مفجرها في زمن رجال الرجال ، و لعب دورا هاما في الاقتصاد و السياسة العربية و ليس المحلية الاردنية فقط من خلال مشاركات لقطاعات واسعة من احرار التمرد على القهر و الذل و الاستعمارو ارتبط في حياته بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر و شكري القوتلي و عبد الله السلال و غيرهم من كبار رفاق السلاح اللذين قادوا ثورات التحرر في الوطن العربي .

و لقد كان العم " ابو النصر" يمثل لي شعلة من التفاني و الجهاد و الفكر المنفتح لجيل كامل يطالب بالاستقلال عن الغرب و ابعاد الاستعمار عن الارض ، و دفع ثمن كفاحه سنوات من عمره بالاضافة الى ماله الذي لم يبخل يوما فيه على سائل او لاجيء او محتاج .
شموخ " ابو النصر" و رعايته لمجموعة كبيرة من اللاجئين السياسين في مصر و سوريا على حد السواء كان عنوانا لمكانه زعيم شعبي متميز .

و في منزله في منطقة "رشدي "بالاسكندرية حيث كان يمتلك قصرا كبيرا بالقرب من القنصلية البريطانية ، اذكر ان به حدائق طابقية على مستويات اربع كانت تقام حفلات الغداء الشهرية التى تضم مناضلين عرب و كنت اذهب الى هنالك و انا الشاب الصغير مع صبحي طوقان اكثر الناس صداقة و قربا و التصاقا مع " ابو النصر" حيث كان كلاهما بمثابة الاخوين ، يحملان فكرا واحدا و قلبا عروبيا واحدا يحلم بامة عربية واحدة من الخليج الى المحيط .

في هذا القصر الكبير كان هنالك صدام حسين و شكري القوتلي و عبد الحميد سراج وزير الداخلية السوري و نذير رشيد مدير المخابرات الاردنية الاسبق و شاهدت صلاح نصر مدير المخابرات المصرية و صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري الحالي و عبد الحكيم عامر قائد الجيش المصري و شفيق رشيدات نقيب المحامين الاردنيين و صالح الشرع وزير الداخلية الاردني و الفريق على ابو نوار قائد الجيش الاردني ووزير الدفاع الاردني الاسبق الفريق علي الحياري رئيس هيئة الاركان الاردنية و عبد الحميد السايح رئيس المجلس الوطني الاستشاري و عصام الدلاتي من سوريا و الميرغني من السودان و غيرهم من الشخصيات العربية الوطينة التى صقلت حياتي في بدايتها و حملت معها منذ هذا اليوم كل الاحترام و التقدير للمجاهد "ابو النصر" .

كان " ابو النصر" بالنسبة لى العم و الاب و الموجه ، كلامه وصوته الجهوري و خطايه السياسي و دعمه السخي بلا حدود للمقاومة الفلسطينية ، و في الجنب الاخر من الحياة و انا الطفل بعد فقد كان يهديني دوما الشوكلاته " المارس" بالكرتونانت و ليس بالحبة ، و اذكر انه اهداني بدلتان كريستان ديور في يوم تخرجي من الثانوية العامة ، و عندما عاد الى عمان كان دوما يعطني تذاكر شهرية للسينما و لايمكن ان انسى يوم ان عرفني على العم الكبير المرحوم عاكف الفايز و الذي كان مكتبه في عمارته بوسط مدينة عمان .

يرحل " ابو النصر" و قد خلف ورائه جيلا حيا من رجالات الاردن ، منهم من اصبح رؤساء وزراء و منهم من اصبحوا ضباط في القوات المسلحة الاردنية و منهم من اختار الاقتصاد ، و كان دوما يرعى العائلات المستورة و يبسط يده الى المحتاجين و يدفع تكاليف تعليم العديد من ابناء من قست عليهم الحياة . يرحل " ابو النصر " و يذكره اصدقائه و رفقاء دربه ،محمود الكايد ونذير رشيد ضمن اخرين لا مجال لذكرهم هنا امد الله في اعمارهم ، لينضم الى اصدقاء سبقوه مثل سامي البطاينة و حمد الفرحان و محمود الهنداوي و صبحي طوقان و تيسير زعرور و اخيه احمد ومئات من ابناء الاردن الذين امضوا حياتهم في سبيل اردن قوي مستقل .

يرحل " ابو النصر" و يذكر الجميع ان بيته في عمان هو رئاسة الوزراء الحالية التى عادت اليه بعد ان حكم له القضاء الاردني باعادتها بعد ان صودرت منه بقرار محكمة عرفية في الخمسينات و لكنه لم يتسلم مفاتيحا و بقت ذكرى لكل من يمر اما م مبنى الرائسة الحالية .

انه يمثل تاريخ كبير من العمل السياسي لابد و ان يكنب يوما ما في السينما العربية لتتعلم الاجيال سيرة الرجال الاشداء الاقوياء اصحاب المبداء الذي لا يلين او ينكسر .

رحل " ابو النصر" و ترك بصمة في الحياة لا يمكن ان ينكرها احد او يتجاوزها ، و اليوم هو يوم عزاء الرجال في رجل قل تواجد امثاله . له الرحمة ، الفاتحة .
aftoukan@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :