الرسائل السياسية من الانتخابات
د. بسام العموش
13-09-2024 09:56 AM
قدمت لنا انتخابات ٢٠٢٤م رسائل سياسية كثيرة منها :
١. ان سياسة الاحتواء هي السياسة الفضلى التي يجب ان تتبناها الدولة ، فالأردن هو المُعَلم لتلك السياسة بخلاف الأقطار التي اعتمدت سياسة القطع والقطيعة وصولا" إلى الدم والاستنزاف والتوتر وكتابة التاريخ الأسود وهي سياسة عقيمة تؤخر ولا تقدم . وقد رأينا الأردن كيف أسند رئاسة الوزراء والسفارات والوزارات و جهاز المخابرات والهيئة المستقلة لمن كان لهم رأي مغاير لسياسة الدولة فتحولوا إلى منافحين عن سياستها وصاروا من اعمدتها .
٢. واذا كان الإخوان المسلمون حلفاء الدولة بالأمس قد تعرضوا لانشقاقات وهزات وتمنى البعض التخلص منهم فقد جاءت انتخاباتنا الأخيرة لتقول إن حليف الأمس لا بد من جعله يعزف مع الوطن لأن الأعداء الذين يستهدفون الوطن يستهدفون أبناءه ومنهم الاخوان ، فلم لا يكون الصف واحدا" متراصا" للصمود في وجه المتربصين من كل الجهات وتحت شتى العناوين ؟! .
٣. ولعل الرسالة السياسية القوية التي يرسلها الأردن عبر هذه الانتخابات تكون قد وصلت لنتنياهو ولمن سيسكن في البيت الأبيض بأن الأردنيين قد ربطوا مصيرهم بفلسطين لا يتخلى عنها الرسمي ولا الشعبي لأن فلسطين والاقصى جامعة لنا جمعا" مقدسا" يمكننا بالصف المتراص ان نصمد فلا يخضعنا أحد من المتصهينين وأذنابهم .
٤. وهناك رسالة بعث بها الأردن للذين طمعوا ان يكون لمالهم الأسود دور في الانتخابات ، بأن الأردن واع لهم ومدرك لمخططهم عبر رموز معروفة مكشوفة وخاب فألها فكانت الصدمة واضحة عندهم .
٥. والرسالة الأخيرة ان البرلمان القوي سند للدولة ويستطيع إسناد الحكومة بل ان عدوى القوة ستنتقل إلى الحكومة فلن تكون مقاعد وزارية الا لمن يستطيع الوقوف أمام برلمان فيه خبرات واحزاب وبرامج وبالتالي نتخلص من وزراء الحمولة الزائدة ووزراء الشلل والمعارف بل لا بد أن يكون كل وزير في مكانه ويملأ كرسيه بمعنى الكلمة .
هذه إشارات اجتهادية قد يكون لها حظ من الصواب والأمر يعود للقارئ .