تساؤل قد يبدو غريبا للبعض ، لكن هذه هي الحقيقة بعينها ، والافكار السائدة بأن اسرائيل واذنابها من المنظمات اليهودية والاسرائيلية في امريكا هي التي تقود وتوجه القرار الامريكي،ليست الا محض وهم وخيال رسختها الحركة الاسرائيلية في قناعات الناس ،لخدمة الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة العربية.

الاحتضان الامريكي للكيان الغاصب ، وتوفير الغطاء والحماية الكاملة له في جميع المجالات ،لا يعني ابدا ان الكيان يقود امريكا ،لان هذا الكيان لا يساوي جناح بعوضة مقارنة مع امريكا،فهو يحارب ويقاتل بأمريكا وبريطانيا والمانيا ،ودول اوروبية وغير اوروبية ،ولا يستطيع الصمود والبقاء اياما معدودة، لو تخلت عنه امريكا وتلك الدول.

العدوان الاسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني امريكي بامتياز،وكل الترسانة العسكرية الاسرائيلية امريكية وواروبية ،وهناك آلاف الجنود من نخب الجيوش الامريكية والاوروبية تقاتل الى جانب جيش الاحتلال في قطاع غزة ولبنان ،علاوة على التكنلوجيا الامنية والعسكرية وغيرها.

لو ارادت الولايات المتحدة الامريكية ان تنهي الصراع العربي الاسرائيلي والفلسطيني الاسرائيلي ،لن يحتاج ذلك منها اكثر من اسبوع واحد ،ولو ارادت ان ان تنهي العدوان الاسرائيلي الحالي ،لن يحتاج ذلك منها اكثر من اتصال هاتفي ،لكن هي تستخدم الكيان لتنفيذ المهام العسكرية والامنية في المنطقة من اجل الحفاظ على مصالحها الخاصة ،وفي نفس الوقت الحفاظ على بقاء واستمرار وجود الكيان،وان يبقى قويا بل الاقوى في الشرق الاوسط ،ليشكل رادعا لدول المنطقة وتهديدا لها ،واجبارها الى القبول بوجوده والتعامل معه سياسيا واقتصاديا وامنيا ،واقامة علاقات طبيعية معه في مختلف المجالات.

الاحداث الدائرة حاليا تثبت وتؤكد كل ساعة،ان اسرائيل بدون امريكا ، لا تستيطع الصمود امام تنظيم او فصيل فلسطيني واحد ،او امام حزب الله لوحده.

اليوم فشل الرد والهجوم الاسرائيلي على ايران،ولم تتمكن اسرائيل من توجيه ضربة مؤثرة لايران ،علما بأنها تحضر لها منذ اكثر من ثلاثة اسابيع،هذا يؤشر على ان الاداء العسكري الاسرائيلي تراجع بنسبة كبيرة جدا،وان اسرائيل مرعوبة من ردة الفعل الايرانية ،وان الرد الاسرائيلي صممته الادارة الامريكية بالطريقة والحجم الذي لا يستفز ايران، ولا يجعلها تفكر برد كبير جدا على الهجوم الاسرائيلي الباهت والفاشل.

بمعنى ان الادارة الامريكية هي التي امرت ورسمت شكل وحجم الرد الاسرائيلي ،ومع ذلك هددت ايران بأنها سوف تقف الى جانب اسرائيل وتساعدها في الدفاع عن نفسها اذا ردت ايران،اي انها ابلغت ايران من خلال اوستن ،انها هي التي صممت الرد الاسرائيلي ليكون بهذا الحجم والتأثير الضعيف جدا، فلا داعي للرد الايراني او التصعيد الايراني،اي ان الرد الاسرائيلي جاء لحفظ ماء الوجه،وان انعكاساته سوف تكون سلبية على الحكومة اليمينية في تل ابيب ،التي ستتلقى انتقادات حادة جدا من المتطرفين الاسرائيليين ،بسبب ضعف الرد على الهجوم الايراني.

الخلاصة ان الذي يقرر وقف العدوان العسكري الاسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني، الادارة الامريكية وليس حكومة نتنياهو ،واذا اراد نتنياهو وقفه فانه سوف يستأذن بايدن بذلك.

الاستسلام للدعاية الاسرائيلية بأن اسرائيل تتحكم بالقرار الامريكي ،غير واقعي وليس مبررا ،ويجب تغيير هذه القناعات القديمة ،والنظر الى الامور بواقعية اكثر ،والتسليم بأن بقاء اسرائيل معلق بذيل امريكا،وان الولايات المتحدة هي التي تستخدم الكيان المسخ وليس العكس.