عمون - طور فريق من العلماء الأمريكيين طريقة مبتكرة لإنتاج جزيئات بلاستيكية صديقة للبيئة باستخدام بوليمرات قابلة للتحلل تعتمد على استرات الأمينو. تُظهر هذه المواد الجديدة كفاءة عالية في تطبيقات مستحضرات التجميل، مثل المقشرات وكريمات التنظيف، مع ضمان تحللها السريع بواسطة الميكروبات عند دخولها إلى البيئة الطبيعية.

صرّحت الباحثة آنا جاكلينيك، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الحل الأمثل لمشكلة التلوث بالبلاستيك الدقيق لا يكمن فقط في إزالة التلوث الحالي، بل أيضًا في تطوير مواد لا تُسبب نفايات بلاستيكية "أبدية". وأضافت أن البوليمرات الجديدة التي طُورت هي نموذج مثالي لمواد صديقة للبيئة يمكن أن تحل محل البلاستيك التقليدي في الحياة اليومية.

التركيب والخصائص
عمل الباحثون على مزج ثلاثة أنواع من الجزيئات العضوية المحتوية على النيتروجين، مثل عقار البيبرازين وإيزوسوربيد السكر، لإنتاج خمسة أنواع مختلفة من البوليمرات. أظهرت التجارب أن هذه البوليمرات الجديدة تتفاعل بشكل جيد مع الماء والميكروبات والمواد العضوية، مما يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام مقارنة بجزيئات البولي إيثيلين التقليدية.

التطبيقات والاهتمام الصناعي
أكدت التجارب أن المواد الجديدة تلبي المتطلبات الاستهلاكية لمستحضرات التجميل، مثل المقشرات ومزيلات المكياج، مع ضمان عدم الإضرار بالبيئة. وقد أبدت إحدى كبرى الشركات العالمية اهتمامًا بهذه التقنية، حيث تعتزم التعاون مع العلماء لاختبار البوليمرات في منتجاتها.

أهمية الاكتشاف
يأتي هذا الابتكار كاستجابة للتحديات البيئية الناجمة عن تراكم الحطام البلاستيكي والجسيمات الدقيقة في النظم البيئية، حيث تم اكتشاف آثارها في أعمق البحار وأعلى القمم الجبلية، وحتى في الهواء الذي تتنفسه الكائنات البحرية. تسهم هذه البوليمرات الجديدة في الحد من التأثير البيئي للبلاستيك، مما يُمثل خطوة هامة نحو مستقبل أكثر استدامة.

"وكالات"