facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ارتياح أردني للأوضاع في دمشق


د. أشرف الراعي
24-12-2024 11:48 AM

يعيش المشهد السياسي الأردني حالة من التوازن الدقيق إزاء التطورات المتسارعة في الساحة السورية، خصوصاً مع عودة الاستقرار النسبي إلى دمشق بعد سنوات طويلة من الأزمات، ويمكن استقراء هذا التوجه من خلال تصريحات معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، وكذلك تصريحات وزير الاتصال الحكومي د. محمد المومني، والتي حملت إشارات واضحة حول إعادة تقييم العلاقة مع الجارة الشمالية في ضوء المستجدات الإقليمية والدولية.

من المعروف أن العلاقة الأردنية - السورية تتسم بتشابك المصالح والاعتبارات، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي، ومن هذا المنطلق، جاءت تصريحات الصفدي لتؤكد موقف الأردن الثابت إزاء ضرورة الحل السياسي في سوريا، والذي يضمن وحدة الأراضي السورية واستقرارها، فضلا عن أهمية الدور العربي في دعم هذه الجهود، وعودة سوريا للبيت العربي ضمن جامعة الدول العربية.

التحديات الأمنية، لا سيما مكافحة الإرهاب وضبط الحدود، كانت دوماً محور العلاقة بين البلدين خلال السنوات الماضية، وفي هذا السياق، يرى المراقبون أن التصريحات تشير إلى إمكانية وجود تقدم ملموس في التعاون الأمني بين عمان ودمشق وبما يعكس إدراكاً مشتركاً لأهمية التنسيق لمواجهة التنظيمات الإرهابية ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود.

ومع استعادة سوريا جزءا من استقرارها، تبدو الفرصة مواتية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين؛ إذ يُتوقع أن يشهد معبر “جابر-نصيب” الحدودي نشاطاً متزايدا في التجارة البينية، وهو ما يمثل بارقة أمل لتعافي الاقتصاد السوري، وفي الوقت ذاته يعزز الاقتصاد الأردني من خلال فتح أسواق جديدة.

وبالطبع، لا يمكن قراءة الموقف الأردني بمعزل عن التحولات الإقليمية الكبرى، ومنها تطبيع العلاقات بين دول عربية وسوريا، والتوافق الدولي حول القيادة الجديدة في سوريا والتعامل معها إذا ما أثبتت أنها تضع مصالحها كدولة عربية فوق كل اعتبار، وهذه التحولات دفعت الأردن، كما غيره من الدول، لإعادة النظر في سياساته تجاه دمشق، و هنا يبدو أن المطبخ السياسي الأردني يسعى لاغتنام هذه اللحظة لتعزيز دوره كوسيط إقليمي يدفع نحو الاستقرار.

الارتياح الأردني تجاه الأوضاع في دمشق يعكس سياسة حكيمة تنطلق من المصالح الوطنية الأردنية ومن إدراك عميق لتشابك المصير بين البلدين، ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة، وتتطلب مزيداً من التعاون البناء لضمان استدامة هذا الاستقرار، بما يخدم أمن واستقرار المنطقة بأسرها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :