مصر يما .. يلا يما .. ولادة يما!
أحمد سلامة
04-02-2025 08:08 AM
شمسك ما اشرقت بعد
الساعة الثانية عشرة من اول الثلاثاء، هذا الثلاثاء الامريكي القاسي، الذي ينتظرنا بقبح التلاقي والاستقبال المر بين الرئيس العائد بغضبه ورئيس الكيان اليهودي المطلوب لعدالة السماء قبل محكمة العدل الانسانية..
لذت منذ ساعتين تقريبا بمصر، وددت ان اشاهد شيئا يوقف حزني على حالنا كأمة.. رحت لمشاهدة القناة المصرية الاولى علني اظفر بمسلسل ينسيني وداهمني بكاء طفولي ومن بين دموعي اكتب لمصر وعنها!!
كانت القناة المصرية الاولى تبث برنامجا خاصا من مسرح مبنى الاذاعة والتلفزيون (مسبيرو) لمناسبة مرور خمسين عاما على فراق كوكب الشرق لهذا الشرق، برحيلها كان الاحتفال كالعادة يليق بعظمة (ام الدنيا)… فرق ومطربين اغنوا المشهد بالحب وعلى الشريط الاخباري كانت الاخبار تعكس حالة التململ المصرية من هذا الظلم اللاانساني الذي يحيق بنا كأمة (والحق انني احس بشيء من الحياء حين اقول أمة فلم يبق في رقصة الزار العربية غير (عقلة) مصر والاردن) وما بعدهما أمة!!
بكيت.. مثل بكائي حين رأيت يهودا أول مرة هناك في سفوح الدم والامل في مغاريب نابلس.. بكيت لانني تذكرت ان فقداننا لطرفي ما تبقى من فلسطيننا سنة ١٩٦٧م (الضفة وغزة) كان مسؤولية مصرية كاملة بسبب التهور وخطأ الحساب..
ولو لم نخضها لكانت القدس لم تزل بايدينا ونابلس لنا والخليل وبعض الجليل… وغزة فينا جزء من مصر الكريمة.. ولا دمار في جنين
ولا ركام في خان يونس.. ولا تهديد بالتهجير!!
اعرف لأنني رأيته وجالسته واستمعت اليه عن قرب مرتين حين اقام سمو ولي عهد البحرين مأدبة عشاء له الرئيس العربي المبجل عبد الفتاح السيسي، العربي الشهم والعسكري الحسيب.. في قصر حمد في المنامة كان قافلا من الرياض ونام في البحرين، وبحكم عملي وقتذاك ربما ان ذلك عام ٢٠١٦م تشرفت بالاستماع اليه، وعرفت انه عربي حتى اخر صلاة اداها قبل ان ينقذ مصر من الفوضى ورأيته ثانية في حوار المنامة.. وكان ذات الفارس العربي مع قادة الغرب..
ما اشد مهارة مصر في طي ذاكرتها عند اللزوم،
وأنا أكتب الليلة.. فإني اعرف صعوبة جردة الحساب التي تدور في ذهن الريس عبد الفتاح.. وهو ذاته اول رئيس دافيء في قوله لم يشتم احد ولم يتطاول على احد وظل الى الله اقرب من كل اسلافه..
وهو اول رئيس في مصر يصر رغم الحال الصعب على الحاق حاملة طائرات في سلاح البحرية المصري وهو اول رئيس في مصر مرر مصر من سم الخياط من كل التآمر لجرها في حرب مع اثيوبيا وقد ناور.. وفي حرب مع تركيا على ليبيا وقد صبر، وفي حرب على السودان وقد صمت.. واشد خطرا واكثر هولا هو ما اقدم عليه يهود والغرب اللامسؤول من بحش قبور غزة وتركوا الجثامين للضوراي…
لست ادري وبكل استعلاء على الواقع المر فإنني لا انتظر ما سيقوله سيد الدنيا اليوم حين استقباله لضيفه المبجل القادم من قاع محرقة انسانية تجاوزت كل قيم المسيحية في الاخلاق واليهودية في الحذر..
يا مصر.. يا امنا… هؤلاء يهود يستهدفونك مثلما يستهدفوننا بين ايديهم دم اطفال بحر البقر وعمال واطفال نجع حمادي كلا الاطفال طاروا لسقوف المدارس رياحين في الجنة..
يا مصر يما يا ولادة لم يعرف صبرك العدا ولم يقرأوه!!
في جزيرة شدوان وفي حرق مصافي النفط في مدن القنال وتهجير ثلاثة ملايين مصري من مدن القنال.. ولقد نسوا اللواء عساف ياغوري قائد اللواء الذي بيديه انزل النجمة البائسة ورفع علم مصر على ضفة القنال
الذي ابكاني امس حين وصلت المذيعة المدهشة (ريهام) الى لحظة التذكير بغناء ام كلثوم (الى فلسطين خذوني معكم) احترقت القاعة بالتصفيق باعتزاز وشموخ يليق بمصر.. الغريب ان الاخر (اليهودي المتوحش) لم يعرف مصر حتى الان ولا يحب التعرف على كبرياءها مصر (جبل من كبرياء اعلى من هملايا) ومصر اضخم ماكينة في الكون ربما بطيئة جدا لكن حين يشتد التحدي وتتحرك الآليات فليس بعد مصر عنفا
لا تختبروها ولا تمتحنوا كرامتها في التهجير
مصر يقودها زعيم جنرال فطين حكيم لكنه سيد التهور والتحدي ان اختبرت كرامته الوطنية.
وعودوا قبل ان تتمادوا على مصر اكثر واكثر الى خطابه الذي بث فيه همومه حين اعطى العهد الاسلامي فرصة فوق فرصة ولكن حين طفح الكيل توكل على الله ومضى يقبل يدي والدته وصلى لله وتوضأ بماء ذكريات شهداء الأمة وتوكل على الله..
مصر لا تشترى ولا تهدد.. الرئيس السيسي انسوا كل ما قاله الخصوم فيه جوهره النبيل حين رد بجملة واحدة على المتحرشين بكبرياء مصر (.. اقول لكم مصر لن تقبل بهذا) هذه الجملة نطق بها قطز لحظة قطع رؤوس رسل هولاكو المستبد اكثر من هولاكو العصر الحديث!!
وهي ذات العبارة التي كررها صلاح الدين حين تمادى (ارناط) المستعمر المستوطن في القدس، وقال مصر لن ترضى بهذا ابدا..
وقالها الجيش المصري في السادس من اكتوبر قبل السابع منه بيوم واحد.. مصر لن تقبل تهجير مدن القنال ولن تقبل الاحتلال..
الرئيس السيسي وارث كل هذا المجد .. من تراث مصر والحافظ ليومها والرائي لغدها.. فلا تركنوا لحكاياتكم عن فقر مصر وقروض مصر ومشكلات مصر المالية.. مصر أكبر من الفقر واعلى من تقييد حركتها وحريتها
مصر ليست ام الدنيا وحسب بل هي امنا، ام العرب، وخؤولتهم
هاجر.. امنا وماريا.. ام المؤمنين.. كان الحبيب المصطفى حين اصطفى القبطية العظيمة زوجا له نظيرة لابنة ابي بكر عائشة وحفصة بنت الفاروق كان يجدد الوصل بالمصاهرة مع خؤولته..
يا مصر يا أم الصابرين يا أمنا لن تخذلي امتك ولن يمر التهجير القسري ولن تمر الابادة الجماعية دون عقاب
ثمة قصص يمكن ان تحكى في الحشد والصد واهل القاهرة ادرى بحكايا الدفع عن العرب هناك خيارات جمة.. الجزائر خيار، وتونس خيار، حتى موريتانا تصير خيارا، وفقر مصر الذي هو اغنى من كل الدنيا خيار، والفقر اخطر من الغنى في التحدي..
أيها الناس ثقوا بمصر وادعوا لقائدها بالثبات والحكمة والصبر..
واقول لدعاة اختبار مصر: لا تتمادوا فمصر تقترب من البركان الذي لا سمح الله إن وقع فإنه لن يبقي ولا يذر هذه المرة وانتم قبلنا يا دعاة التهجير والتعديد بالتمادي في التدمير.. ستخسرون كل شيء.
لا تهجير ولا تأجير ولا تغيير.. فالرئيس السيسي قال قولة العرب كلهم
واختم (نقول لشمسك يا قاهرة المعز.. تعالي الان واشرقي فالدنيا ادلهمت من سواد الليل الكالح)