facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. فجر المسيحية


04-02-2025 10:44 PM

حظيت أرض الأردن بمكانة خاصّة في الكتاب المقدس و نسجت على أرضه قصصًا و حكايا و تفاصيل اساسية , ففي العهد القديم " التوراة " ذكرت هذه الجغرافيا (272 مرّة ) أمّا في العهد الجديد (بعد ميلاد المسيح يسوع , ذكرت 125 مرّة ) , لذلك الاردن ليس طارئا على المسيحية بل هو جزء أصيل منها و ركيزة اساسية لتفاصيل هامّة استندت عليها الديانة المسيحية منذ فجرها إلى اليوم.

منذ اللحظة التي تعمّد بها المسيح يسوع في نهر الأردن (المغطس ) على يد يوحنا المعمدان ( يحيى بن زكريا ) بدأت حكاية هذه الارض مع المسيحية كدين و مُعتقد، انتشرت الديانة الجديدة بدايةً على شكل مجموعات و مجتمعات صغيرة من أم الجمال إلى اربد إلى مادبا ثم الجنوب , ظلت هذه المجتمعات تواجه سلطة الدولة الرومانية إلى اللحظة التي دخلت بها هذه الامبراطورية في الديانة المسيحية على يد الإمبراطور قسطنطين الأول( عام324 ) عندها خرج من يعتنق الدين المسيحي من براثن الأيمان في السر إلى العلن و بدأت الكنائس السرية تخرج إلى النور، ازدهر العمران و تنامت المجتمعات.

المسيحيين الأردنيين
المسيحيون الأردنيون هم من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، و في نظرة عامّة للاقليم و المحيط، قد يكون المجتمع المسيحي الأردني من اكثر المجتمعات راحة في الشرق الاوسط مقارنة مع مجتمعات مسيحية في دول اخرى عانت من الاضطهاد و التمييز و حتى القتل وتفجير الكنائس، فبفضل قيادة هاشمية حكيمة وشعب واعٍ و محبّ للتنوع " تعشّقت " المجتمعات المسيحية مع تلك الاسلامية في تناغم قلّ نظيره في العالم العربي، فمن يزر الكرك أو السلط أو مادبا و الكثير من المحافظات و القرى الاردنية يكاد لا يستطيع التفريق بين المسيحي والمسلم، و في الذاكرة الشعبية لدى الشعب الاردنيّ حكايا كثيرة تعبّر في لبّها عن صحيّة هذه العلاقة ومدى تماسكها.

الأرث المسيحي على أرض الاردن
لطالما اثرى الأرث المسيحي من تاريخ و ثقافة و حضارة و مُنتج أثري كالكنائس الاثرية و الارضيات الفسيفسائية الهوية الاردنية ووضعها على الخارطة السياحية و الاثرية العالمية , فمدينة مادبا مثلا (عاصمة السياحة و الفسيفساء ) يتوافد إليها السياح من شتى بقاع العالم لالقاء نظرة على الخارطة الاثرية في كنيسة القديس جاورجيوس و التي تصف ما يقارب من 150 موقعا في المنطقة وخصوصا على ضفتي نهر الأردن برسم فسيفسائي يزيد عمره عن عشرات القرون .

رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني للاردن و تسويقه سياحيا في العالم تجلّى مؤخرا عبر اطلاق معرض "الأردن: فجر المسيحية" في العاصمة الإيطالية روما، هذا المعرض الذي يأتي تتويجا لعلاقات مميزة لعقود تجمع الاردن و الفاتيكان , يعرّف الايطاليين خاصة و الاوروبيين و كل زواره عموما بتاريخ الاردن بعد المسيحية , آثاره , الفسيفساء البديعة , النقوش الحجرية , التماثيل , المنحوتات , و جميع التفاصيل التي صنعت و رسمت و نقشت و صُقلت على مدار قرون على أرض الاردن , يعرض المعرض أكثر من 90 قطعة أثرية نادرة ، تتنوع بين الفسيفساء و المنحوتات القديمة، حيث يصطحب المعرض الزوار في رحلة تفاعلية عبر الزمن، من لحظة معمودية المسيح في نهر الأردن، مرورًا بالعصرين البيزنطي والإسلامي ووصولا إلى العهد الهاشمي.

المعرض و السياحة
لا شك أن الهدف من تعريف المجتمع الاوروبي لتاريخ الاردن هو التماس اثر ايجابي و رد فعل مثمر في السياحة في الاردن ,خصوصا مع ما يمرّ به الاقليم من أوقات حساسة و صعبة تنعكس بشكل مباشر على السياحة , لذلك من المهم التوسّع في هكذا احداث و فعاليات مستقبلا , التسويق للاردن عالميا، والاهم السعي دائما لتحسين جودة المرافق السياحية على ارض الواقع , لجعل تجربة السائح أو الحاج المسيحي إلى الاردن فريدة و مميزة.

رسالة عمّان...و السلام
في مجتمعات و دول أخرى قد تكون رعاية الدولة و القيادة لهكذا معارض أو احداث دينية ضربا من الخيال , لكن من يقرأ رسالة عمّان السامية و يتعمّق في مضامينها يعي أن هذا الوطن و هذه القيادة تسعى دائما للافضل، لا تفرّق بعنصرية، تزن الامور بموازين العقلانية بعيدا عن التعصب والتقوقع، فالقيادة الهاشمية التي ترعى المقدسات في فلسطين من المسجد الاقصى إلى كنيسة القيامة و غيرها الكثير و تهتم دائما بأدق التفاصيل التي تحفظ كرامة المكان و حرمته لا تتوانى يوما على تعريف العالم بالاردن و تاريخه الضارب في القدم.

حفظ الله الأردن و قيادة الاردن وشعب الاردن و كل محبّ لتراب هذا الوطن .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :