حتى لا يتصدع جدار بيتنا الحزبي
د.محمد البدور
06-02-2025 01:37 PM
استوقفتني قضية فصل حزب وطني لاحد اعضائه النواب والاسباب التي استند عليها الحزب في قرار الفصل الذي اتخذه المجلس السياسي في شهر ١٠ الماضي واقرته محكمة الحزب يوم امس بصفته القطعية ٠
السؤال الذي يدور بنفسي ليس عن هذا الحزب بعينه او ذاك لانه يتعلق بمدى حصانة ومناعة جدار البيت لأحزابنا ومدى قوتها الديمقراطية ونهجها القوي فكرا وسلوكا لخدمة هذا الوطن وهذه الامة فكيف لحزب يقدم للامة مرشحا عنه على انه ابو زيد الهلالي النيابي ويطلب من الامة إنتخابه ويشد على ازره ويقيم المهرجانات لدعمه والاحتفالات بفوزه قبل وبعد ٩/١٠ الماضي يوم الانتخابات النيابية ثم يعود الحزب بعد شهر واحد ليقول للامة هذا العضو ليس ثقة لنا فماذا عن ثقة الامة التي منحته ثقتها بناءا على ماطلبه الحزب منها ؟ سيما وان تلك الاسباب لا تبعد اكثر عن كونها ممارسات وسلوكيات تخالف النظام الداخلي للحزب وهذا ليس شأننا الوطني ولا ترتقي ان تشكل جرما بحق الوطن والمواطن او مخالفة لقوانين الدولة سيما وان وطننا اليوم منشغل بمواجهة تحديات واخطار وعدوان يحتاج منا تراص الصفوف والوقوف في خندق وطننا ولا وقت لدينا الان لينشغل الرأي العام بخلافات بعضنا ٠
لا بد من اخذ العبرة وبناء الفكرة عن مؤهلات احزابنا وكفاية إدارتها لمواردها البشرية والادارية والتنظيمية والبرامجية لان تجربتنا الحزبية لازالت فتية وتحتاج وقت ليشتد ساعدها وحتى لاتقع الاحزاب في حرج وطني يقلل من شأنها والثقة بنهجها وكفايتها الوطنية عليها ان تكون حصيفة متيقنة من قراراتها وحسن خياراتها خاصة عندما يتعلق الامر بعضوية مجلس النواب او غيره من مواقع الثمثيل في مواقع صياغة القرار وصناعة المستقبل فلا يكفي ان يكون مرشحها صاحب جاه او مال يحمل الجمل الانتخابي بما حمل لان إرادة هذه الامة العظيمة وثقتها محرمة لا يجوز لاحد العبث بها ولا التلاعب بعقولها وغير ذلك فإن مجلس النواب بيت لهذه الامة الخالدة له صونه وسيادته وشريعته الدستورية القانونية ونظامه المستقل فمن دخله فهو آمن لطالما اؤتمن على مصلحة الوطن والمواطن ولايخرج منه الا من عصى وعق هذا الوطن او استكبر على هيبة الدولة وسيادتها وما نحن الا ابناء هذا البلد الامين الذي يقوده ملك عظيم اعانه الله.