facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب ما قبل وبعد "سايكس بيكو"


فيصل سلايطة
11-02-2025 03:29 PM

يحمّل الكثير من العرب اتفاقية أو معاهدة سايكس بيكو التي وقعت ما بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا و التي على اثرها تقسمت الاراضي العربية بين دول و نفوذ و توابع ، أثر التفرقة العربية ، و يحملونها وِزر أي صراع عربي_عربي ، لكن هل في الحقيقة كانت القبائل و المجتمعات العربية متقبّلة لبعضها البعض ، لكن "سايكس_بيكو" شقّت هذه المشاعر و رسمت هذه الحدود؟

دائما إن اردنا تقييم حالة أو حدث أو معضلة ما علينا مقارنة النتائج قُبيل و بعد وقوعها ، علينا أن نتبحّر في التاريخ لمعرفة السمة العامة للواقع العربي ، في هذا المقال يصعب جدا سرد و تحليل جميع النتائج ، لكن كما هو معلوم من الصعب جدا اثبات علاقات ايجابية" كلية" بين العرب ، فمثلا لو تناولنا التاريخ القبلي و العشائري في الخليج العربي ، سنرى أن اغلب الممالك و الامارات قبل مئة عام و اكثر كان يتم تداول الحكم بها بطريقة الانقلابات التي احيانا كثيرة ما انتهت بمجازر ، في المغرب العربي ايضا كانت تنحارات الاعراق العربية مع الامازيغ توقع قتلى ، و في العديد من الاقاليم العربية كانت خسائر المعارك تفوق تلك التي وقعت بين" العرب و الاجانب".

أما بعد سايكس و بيكو ، و لدراسة حالة الندم "واقعيا" فشلت جميع التحالفات بين الدول ، كتحالف مصر و سوريا و غيرها ، فشلت كل الجهود الرامية لتكوين دول عربية واحدة "الوحدة العربية" و باتت العروبة ضربا من العادات و التقاليد كمصلح يعبر عن رقعة جغرافية يتشارك بها الناس نفس اللغة و تقريبا ذات الدين و بعض الممارسات المتقاربة سلوكيا.

إلى اليوم لا زالت بعض المهاترات التي ترقى احيانا إلى اشتباكات موجودة ، ما بين المغرب و الجزائر "على قضية الصحراء المغربية " ، ما بين مصر و السودان ، الكويت للآن ينظر لها كجزء مفقود من العراق ، و لغرابة العقلية العربية ، من كرّس شق الصف العربي باحتلال الكويت" الرئيس صدام حسين" يحظى بشعبية لدى العرب ، عدا عن تسمية الاردن "جنوب سوريا " في نظر بعض السوريين ، و تماما بذات النظرة مع لبنان ، الصومال يتناحر بين دولة واحدة و صومالي لاند ، اليمن يتناحر بين شمال و جنوب ، و ليبيا تعيش اقتتالات داخلية دامية.

ما الغرض من المقال؟

الغرض هو اثبات أن الغرب مهما سعى لتشتيتنا يبقى الجزء الاكبر من المعضلة يمرّر و يتم و يطبّق بايدينا ، فإن استثنينا "قضية فلسطين" من فكرة سايكس بيكو كونها سلبية قبل و بعد ، نجد أنّها قد تكون ساعدت العرب على خلق دول و كيانات و حدود منضبطة، و أننا لو كنا في الحقيقة يدا واحدة قبلها لسعينا لمحو آثارها و ما ترتب عليها ، تماما كما سقط جدار برلين و كما ضمرت كل الاختلافات بين أمم تحاربت لعقود.


الفكرة ليست انبطاحا للغرب ، لكن علينا نفض غبار التاريخ العربي و اعادة القراءة من جديد ، علينا أن نحلل الاخطاء الكارثية التي حصلت ، علينا أن نتعلم من الماضي ، أن نذلّل العقبات ، أن نقرأ بالممنوع ، جميعنا كعرب نتفاخر بدولنا ، نتزّين بقلائد ترسم حدودنا من الذهب و الفضة و نتحدث عن الحلم العروبي و الوحدة العربية و جواز السفر الواحد ، لكن عند التطبيق...نصبح "الاخوة الاعداء"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :