عندما يكون اللقاء مابين زعيم عربي وازن بثقل جلالة الملك عبدالله الثاني، ورئيس العالم ترامب وبرأس الاخير فكرة لا يقبلها لامنطق سياسي ولا قانون دولي ولا انساني عندها تتجلى الحكمة الدبلوماسية للملك باختيار مفرادات سياسية يفهمها الطرف الاخر على انها رفض للفكرة وعدم القبول بها سيما وان تصريحات رسمية وشعبية كانت قد سبقت زيارة جلالة الملك الى امريكا رفضت تصريحات ترامب ومخططاته بتهجير اهل غزة الى مصر والاردن .

مثل هذا اللقاء بين جلالة الملك وترامب يعتبر من اكثر اللقاءات خطورة سياسية نظرا لحساسية الطرح والظرف ويحتاج الى حكمة ولباقة دبلوماسية وانتقاء لتعبيرات فيها من البلاغة ما يستشرف منها زعيم العالم ان الاردن له سيادته وقراره وان مصلحة شعبه وامنه القومي اهم ماينشغل به فكر الملك لهذا كان رد جلالتة السياسي محنكا ونابعا من الثوابت الاردنية بمعارضتة فكرة التهجير ورفضه ان يكون الاردن مسرحا لمسرحية ترامب كما ان مصير غزة ليس قرارا اردنيا بقدر ماهو قرار عربي باجماع قادة العرب ولهذا على ترامب ان يترجم مفاهيم حديث الملك وان جلالته لن يخالف اخوتة قادة العرب ولن يخرج عن الصف العربي ولن يقبل بما لايقبلوه وترفضه الامة ٠

نعم ماخلص به ترامب من رد جلالته على الاستفسارات الموجهة له ان رؤية الملك ليس كما يرى ترامب الذي توهم على مايبدو ان الاردن في جيبه او انه لايملك السيادة على قراره السياسي وانه قد يصفق لفكرته ويرحب بالمهجرين ٠

لا اعتقد ان الرئيس ترامب لم يلتقط الرسالة الملكية فحسب، بل تفاجأ ايصا ان جلالته تحدث بصوت الاجماع العربي الذي يقول لا للتهجير وهذا ماكان مفهوما من مغازي وباطن كلام جلالته ٠

جلالة الملك اسمع ترامب عنوان الرسالة الاردنية وأن للحديث بقية وهذه فراسة دبلوملسية من جلالة الملك وحكمته السياسيه لاتقول للاعور انت اعور من اول مرة بل يقول له كأنك لا ترى الا بعين واحده حفاظا على مشاعره وادبيات التفاهم الدبلوماسي فإن تكرر الخطأ عندها يقول له انت اعور بعينك وتحتاج من يرى عنك مالا تراه او من يساعدك لترى الصورة الكاملة حتى لايسقط سهوا شيئا من سوء النظر الى مالا يحمد عقباه ٠