facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يرسم العرب اليوم التالي لغزة؟


م. مهند عباس حدادين
13-02-2025 12:25 PM

استفاق العرب قبل إسبوع على خطة ترامبية تدعم إسرائيل وتؤدي لها خدمة تاريخية بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للولايات المتحدة ومقابلته للرئيس ترامب ،هذه الخطة هي بداية لتصفية القضية الفلسطينية تكمن بتهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر والسعودية ودول أخرى ،وليس هذا فحسب بل تبع ذاك تصريح للرئيس ترامب بضم الضفة الغربية لإسرائيل.

كل ذلك نتيجة جمود عربي دام عقدين من الزمن تجاه القضية الفلسطينية ،حيث كانت دولة إقليمية وهي إيران تتصدر المشهد بأذرعها في الدفاع عن فلسطين والتي لم تصمد عسكريا أمام إسرائيل المدعومة من الغرب ،والتي كان إعلامها موجها لتحرير فلسطين وإنهاء الوجود الإسرائيلي،كل ذلك بدون أي أفق سياسي منها أو من الدول العربية الأخرى،فإنشغال بعض الدول العربية بأحداث الربيع العربي والنزاعات الداخلية لم تدع هناك من يفكر حتى بأن هناك قضية فلسطينية.

لقد تجلت بوادر تصفية القضية الفلسطينية منذ صعود اليمين المتطرف لسدة الحكم الإسرائيلي برئاسة نتنياهو في شهر أوكتوبر عام 2022 ، حيث واجهت الدبلوماسية الأردنية بمفردها بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني هذه الحكومة الإسرائيلية، لأن جلالته إستشرف نواياها تجاه الفلسطينيين من خلال الإعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية والمضايقات للفلسطينيين ،فقد تصدرت خطابات جلالة الملك المحافل الدولية والعربية والإسلامية والإقليمية لإيجاد الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية والتحذير من نوايا الحكومة الإسرائيلية المتطرفة،ودق ناقوس الخطر بأن هذا الأفق سيحل محله أفق دموي ولكن للأسف فقد وقع المحضور.

إن العرب الآن سيسابقون الزمن لتقديم ما لديهم لإنقاذ القضية الفلسطينية، فالمعضلة الرئيسية هو من سيمثل الفلسطينيين ما بعد غزة في ظل وجود قيادتين سياسيتين، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليا وقيادة المقاومة حماس التي وضعت القضية الفلسطينية على طاولة المجتمع الدولي، إضافة إلى ذلك هل سيضحي العرب بعلاقتهم الإستراتيجية مع الولايات المتحدة والتي وضعها ترامب على المحك لقبولهم بخطته؟.

لقد أصبحت الولايات المتحدة الآن في مواجهة مع حلفائها العرب بعد ان جلست في الحضن الإسرائيلي ،حيث كانت في السابق تقف على مسافة ولو قصيرة من إسرائيل وعلى مسافة أكبر من العرب ،بعد إزالة ما يسمى محور المقاومة منذ عقدين من الزمن والذي بدأ بالعراق وبعدها ليبيا ومؤخرا سوريا وحزب الله، ليتفاجىء العرب وخصوصا الدول الحليفة والتي طبعت مع إسرائيل وإلتزمت بالإتفاقيات بالإنحياز الكامل من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل ،والذهاب أبعد ما يتوقعه أشد المتشائمين الإسرائيليين في هذا الإنحياز.

إن قيام ترامب بالإصرار على خطة التهجير لأهل غزة وإسكانهم في دول الجوار له أضرار على الإستراتيجيةةفي الشرق الأوسط ومستقبل العلاقات بين الدول الحليفة مع الولايات المتحدة والتي لم يستطع قادة الرأي المتشددين في الغرب التفكير بذلك ،لأن التهجير لدول الجوار ما هو الإ بقاء دائم للقضية الفلسطينية وإحياء لها من خلال وجود المهجرين على خطوط التماس مع دولتهم المغتصبة فلسطين وهذا سيشكل خطرا إستراتيجيا على إسرائيل أكبر من خطر الوضع الحالي،إضافة إلى حرية الحركة للمهجرين لإستهداف المصالح الإسرائيلية في العالم لأنهم سيشعرون أن قضيتهم لا تزال حية، وسيقاتلون لإستردادها وهذا بالطبع سينقل المقاومة للغرب وسيشكل خطرا على الدول الغربية الداعمة لإسرائيل وخصوصا الولايات المتحدة.

لقد غاب الدور الروسي لأن المصلحة الروسية أهم من التحالفات، فما ينتظر روسيا من مكافأة بإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية والإحتفاظ ب20% من الأراضي الأوكرانية مقابل عدم التدخل في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط .

من هنا وفي ظل هذه المعطيات الجديدة على أرض الواقع يجب الإنتباه جيدا لأن مطامع إسرائيل التوسعية في المستقبل القريب ستكون على حساب دول الجوار وحجتها للقضاء على خطر الفلسطينيين الذين هجروا اليها.

لذلك يجب على العرب إتخاذ خطوات سريعة وحاسة وتقديم خطة مدروسة دراسة عميقة لما بعد غزة على أن تشتمل على :

أولا :طلب الدعم الأوروبي وخصوصا أن الأوروبيين ليسوا على توافق مع ترامب.

ثانيا: طلب دعم الدول الإسلامية.

ثالثا:تشكيل حكومة تكنوقراط عن القيادة الفلسطينية بجميع فصائلها ومكوناتها وأطيافها للمرحلة القادمة.

رابعا: وضع خطة تشتمل على إعادة إعمار غزة بأموال عربية وإدارة القطاع لمدة ٥ سنوات من قبل حكومة التكنوقراط المشكلة وبمشاركة عربية يتم من خلالها جعل غزة منزوعة السلاح تمهيدا لإعمارها .

خامسا:تحديد الإطار الزمني لحل الدولتين والبدء في مسار المفاوضات لتتزامن مع الإعمار .
في الختام أصبحت القضية الفلسطينية مسؤولية كل العرب والدول الإسلامية، وأساسا لأي إستقرار سياسي وإقتصادي في المنطقة بشكل خاص وفي العالم بشكل عام.


* المهندس مهند عباس حدادين
مدير عام مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية.
خبير ومحلل إستراتيجي وإقتصادي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :