موقف القيادة والشعب الأردني يمنح قوة للفلسطينيين لفرض شروطهم
المحامي بسام أبورمان
14-02-2025 02:56 PM
من المعلوم للجميع أن اقوى قاعدة شعبية للشعب الفلسطيني من الخارج هو الشعب الأردني، حيث لم يتوقف الشعب الأردني عن دعم الفلسطينيين على مدار الأحداث ولم يبخل أبناء الاردن وعشائره عن تسيير قوافل المساعدات وبشكل دائم لدرجة ملفتة للانتباه، مما عزز صمودهم .
أما الدولة الاردنية والتي بذلت كل جهودها لا بل أقصى درجات العمل الإنساني النابع من الواجب الأخوي والأخلاقي، فقد سيرت طائراتها وقد كان ذلك الموقف اللافت للانتباه مشاركة الملك في إنزال جوي للمساعدات وتلاه مشاركة ولي العهد اما بخصوص المستشفيات والتي بلغ عددها حتى قريب ٨١ وقد تعاملت مع مئات آلاف الحالات واجرت عشرات آلاف العمليات .
خلال الأيام القليلة السابقة وعلى ضوء لقاء الملك بالرئيس الأمريكي والذي كان موقفه مشرفا كيفما حلله المحللين، العبرة بالقرائن والنتائج قبل اللقاء موقف الملك واضح وصريح برفضه القاطع للتهجير ، وهذا الموقف أيضا جاء على لسان خطابات الدولة بأكملها من رئاسة وزراء إلى وزير الخارجية إلى نواب وشعب وهو متداول على محطات الاخبار العالمية والعربية.
الملك تعامل في لقائه مع ترامب بحنكة وعقلانية القائد الواعي المدرك للعقلية التي أمامه وما تحمل هذه العقلية من تهور وتسلط مما يجعل والأمر كذلك ان عنصر المفاجئة لأي تصرف أرعن وارد جدا، لذا أجاب وبكل دبلوماسية ورصانة وذكاء بما ينطوي على أن فكرة التهجير مرفوضة وان القرار (قرار التهجير) للعرب رأي به ننتظر رأيهم وهذا أيضا يتضمن في طياته قمة الذكاء حيث أن هناك مواقف لبعض القادة العرب تتسم بالضبابية لذا لن يتحمل الاردن وحده مسؤولية هذا الشأن .
أما وقفة الشعب الأردني والتي أظهرت أسمى معاني الوعي والانتماء والرجولة للوطن والقيادة ولقضيته المركزية (فلسطين) جعلت ترامب يتراجع خطوات كثيرة إلى الوراء وذلك واضح بشكل جلي مما يجعل أيضا وبشكل ديناميكي تراجع موقف إسرائيل وتعنتها وعنجهيتها بتعاملها مع احداث عموم فلسطين .
إذا نحن اليوم وعلى ضوء موقف جلالة الملك وموقف الشعب الأردني وهو صدى لا بل يكاد صوت فلسطين الوحيد سيجعل موقف المقاومة الفلسطينية بالتعاطي مع العملية السياسية ومخرجات الهدنة لديها من أوراق الضغط لفرض شروطه.