للحبّ أوجه كثيرة ، مختلفة و متنوعة و عديدة ، الحب بالتأكيد لا يحتاج يوما ، لا يحتاج تذكيرا ، لا يحتاج لمناسبة غُلبّ عليها الطابع التجاري أكثر من الشعور بحد ذاته ، أو معنى الحبّ السامي.
اليوم في زمننا هذا ، ما من حبّ اعظم من حبّ الناس لاوطانها ، حب المواطن لدياره، لوطنه ، للاستقرار ، حبّ التضحية ، حبّ الوفاء ، الحب الذي يدفعه لعدم رمي قمامة في الشوارع ، الحب الذي يدفعه لمساعدة جاره ، فالحب شعور فلسفي معقد لا ينحصر بين الازواج فقط.
اليوم يتجلّي الحب في حبّ أهل غزة لأرضهم ، لتمسكهم بها و عدم التفريط بها ، يقطعون عشرات الكيلومترات و هم على يقين بأن احلامهم سويّت بالأرض و بيوتهم تعانق وجه التراب ، إلا أن حبّهم لغزة يفوق كل التوقعات.
بالحبّ سوف تتلاشى خطة ترامب ، سوف يبقى الغزّيون فيها ، سوف يتمسّكون بها، سوف يثبتون لترامب و غيره بأنّ محبتهم لأرضهم حتى و هي مدمرة تفوق أي آمال و طموحات خارجية ، بيت في غزة يعادل قصرا خارجها ، هذا ما لا يدركه ترامب ، ما لا يدركه شخص اعتاد على البيع و التجارة لا يعي قيمة الارض و حبّ تراب الاوطان .
بات من شبه المؤكد أن السياسة و الاقتصاد في الغرب لا يجتمعان مع أي فكرة سامية ، أو رمز ديني ، أو حتى هالة مقدسة ، إلّا لدى الشعوب التي تؤمن بالعدل ، تلك الشعوب التي نهضت و ملأت الشوارع حبّا لغزة ، دفاعا عنها ، هم لا يناصرون أي طرف سوى الاطفال ، سوى المستضعفين ، سوى من كانوا ضحية لصراعات دموية ، هذا هو الحب الذي نحتاجه.. أحبّوا بعضكم..