عيد الحب بين الحقيقة والخيال
د. أحلام ناصر
14-02-2025 06:41 PM
عيد الحب، أو ما يُعرف بـالفالنتاين، هو أحد أكثر المناسبات شهرة حول العالم، حيث يُحتفل به في 14 فبراير من كل عام كتعبير عن الحب والمودة بين الأحباء. لكن هل هذا العيد مبني على أحداث حقيقية أم أنه مجرد خرافة؟ وما هو أصله الحقيقي؟ ولماذا يتم الاحتفال به في هذا التاريخ تحديدًا؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال، مستعرضين الحقائق والخرافات المرتبطة بهذه المناسبة.
أصل عيد الحب: حقيقة أم خيال؟
تعود أصول عيد الحب إلى القرن الثالث الميلادي في الإمبراطورية الرومانية، وهناك عدة روايات حول نشأته، لكن القصة الأكثر انتشارًا تتعلق بـ القديس فالنتاين، وهو رجل دين يُقال إنه كان يساعد العشاق سرًا في الزواج رغم حظر الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني، الذي كان يعتقد أن الجنود غير المتزوجين أكثر كفاءة في الحرب. وفقًا لاحدى الأساطير، تم القبض على القديس فالنتاين وأعدم في 14 فبراير عام 269 م، وأصبح هذا اليوم مرتبطًا باسمه تخليدًا لذكراه.
وفي رواية اخرى، أن فالنتين سُجن لمساعدته المسيحيين المضطهدين على الفرار من سجون روما. وخلال فترة اعتقاله، وقع في حب شابة يُعتقد أنها ابنة السجّان، والتي كانت تزوره بانتظام في زنزانته. وقبل تنفيذ حكم إعدامه في 14 فبراير، كتب لها رسالة وداع موقّعة بعبارة من فالنتينك، والتي أصبحت فيما بعد تقليدًا في رسائل عيد الحب.
رغم شعبية هذه القصص، إلا أن هناك تشكيكًا في صحتها، حيث لم يتم توثيقها تاريخيًا بشكل قاطع، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان عيد الحب مبنيًا على أحداث حقيقية أم مجرد أسطورة تطورت مع الزمن.
اما مرجعية الاحتفال بعيد الحب في 14 فبراير، هناك عدة تفسيرات لهذا التاريخ، ومن أبرزها:
الإعدام المزعوم للقديس فالنتاين، يُقال إنه أُعدم في 14 فبراير عام 269 م، وأصبح هذا اليوم ذكرى تخليده.
مهرجان لوبركاليا الرومان، كان الرومان يحتفلون بهذا المهرجان في الفترة ما بين 13 و15 فبراير، وهو مهرجان وثني يُكرَّس للخصوبة والحب، حيث كان يُعتقد أن الطقوس المرتبطة به تزيد فرص الزواج والإنجاب. مع انتشار المسيحية، تم استبدال هذا الاحتفال بعيد القديس فالنتاين.
كما أن الشاعر جيفري تشوسر في القرن الرابع عشر، كتب قصيدة تربط 14 فبراير بموسم تزاوج الطيور، مما عزز ارتباط هذا اليوم بالرومانسية والحب في الثقافة الأوروبية.
كما ان هناك حقائق اخرى عن عيد الحب في العالم منها:
انه ليس حكرًا على العشاق ، مثلا في بعض الدول مثل فنلندا، يُحتفل به كيوم للصداقة وليس للحب فقط.
بطاقات عيد الحب من أقدم التقاليد، بدأت العادة في القرن الخامس عشر، وأصبحت صناعة عالمية مع ملايين البطاقات المتبادلة سنويًا.
عيد الحب ليس يومًا عالميًا رسميًا رغم شهرته، إلا أنه ليس عيدًا معترفًا به رسميًا في معظم دول العالم.
اقتصاد قوي خلف العيد، ينفق الملايين حول العالم على الهدايا، حيث يعتبر ثاني أكبر مناسبة بعد الكريسماس من حيث الإنفاق.
اللون الأحمر يرمز إلى الحب بسبب الدم، البعض يعتقد أن اللون الأحمر يرمز إلى دم القديس فالنتاين، لكنه في الحقيقة مرتبط بيولوجيًا بمشاعر الحب بسبب تأثيره على النشاط العصبي في الدماغ.
الاحتفال به يجلب الحظ السيئ للعُزّاب، الذي لا يوجد دليل عليه، وإنما مجرد خرافة تُستخدم للتسلية.
وفي الختام، سواء كان عيد الحب حقيقة تاريخية أم مجرد خرافة حديثة، فهو بلا شك مناسبة ذات شعبية واسعة وتأثير ثقافي واقتصادي عالمي. قد يكون أصله غامضًا، لكن رسالته واضحة، التعبير عن الحب والمودة، سواء بين العشاق أو الأصدقاء أو حتى العائلة. والأهم من ذلك، أن الحب لا يحتاج إلى يوم محدد للاحتفال به، بل يجب أن يكون حاضرًا في كل يوم من حياتنا.