تحليل مضامين الخطاب الملكي بالبيت الأبيض
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
14-02-2025 11:23 PM
تضمن خطاب الملك محاور أساسية حول كل ما يدور بالشرق الأوسط ويمكن تحليل مضامينها كما يلي:
أولا : إن الشجاعة ليست بالقتل و التشريد و التطهير العرقي و الاعتداء على الأرض و العرض و الوجود والتاريخ بل إن الشجاعة بإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم و تضميد الجراح و إيواء المستضعفين و إطعام الجائعين و تأمين الخائفين ، فقد قال الله أصدق القائلين في سورة قريش (( الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف )) فالحاجات الإنسانية في الحروب هي الضرورة الملحة لمن يؤمن بالله و باليوم الآخر ، مؤكدا جلالة الملك أن الحرب لا يمكن أن تكون حلا للقضية الفلسطينية مهما طال الزمان و تغير.
ثانيا : إن استضافة الفين طفل مريض لتلقي العلاج بالأردن هو جهد إنساني عظيم يقوم به من يؤمن بالحياة و السلام و الحضارة لا من يؤمن بالموت و التدمير و الخراب بشكل يخالف نواميس الكون بالرغم من وجود حلول كثيرة لتجنب المآسي و الويلات و الحرمان و سلب كرامة الإنسان و حقوقه بالعيش و الطمأنينة و الآمان على هذه الأرض.
ثالثا : تجلت الثنائية الأردنية الفلسطينية بأبهى صورها و أفضل حالاتها و بشكل غير مسبوق بتاريخ العلاقة بينهما من خلال الموقف الحاسم الذي عبر عن أوج الكفاءة و الفاعلية للدولة الأردنية بتحييد الضغوط على السياسات الأردنية جراء تداعيات القضية الفلسطينية و بتوحيد الموقف العربي و الفلسطيني تجاه قضايا الصراع و هذا موقف ريادي تقدمي واضح وصريح يحسب لجلالة الملك المعظم.
رابعا : إن الاستثمار الحقيقي هو بالإنسان وتأمين حقوقه الطبيعية بالعدالة والمساواة و الديمقراطية و ليس استثمارا عقاريا ماديا و استثمارا بالفوضى و تقويض دعائم الأمن والاستقرار و السلم الدوليين ، و من يقوم بذلك هم الفاعلين الدوليين المنوط بهم تحقيق هذه الغايات و الأهداف لا عكس ذلك ، من رؤساء الدول العظمى و الأمم المتحدة وهذا ما أشار له الرئيس كيم جونغ يانغ رئيس دولة كوريا الشمالية بعدم المساس بكرامة الدول و استقلالها و سيادتها و خلق فوضى بالعالم بدلا من الاستقرار و التعاون و التنمية.
خامسا : أظهرت الدبلوماسية الأردنية ملامح الشخصية الوطنية الأردنية بطريقة فاقت الخيال ؛ إذ عبرت عن حالة الانسجام بين القيادة و الشعب باستمرارية التواصل و الاندفاع نحو الإصلاح الدائم و الشامل الذي تجلى بالسلوك السياسي لمن هم في الحكم أو بالمعارضة على حد سواء.
سادسا : استطاع القائد العظيم الملك عبد الله الثاني و هو من طراز القادة البناة الأوائل العظماء و على مستوى العالم ، من الاستشراف و بالرهانات السليمة فهو صاحب خبرات استثنائية سبقت عصره و صاحب شخصية مستنيرة مستمدة من إرث تاريخي عظيم لشخصية الملك الحسين الباني رحمه الله و الملك المؤسس الشهيد عبد الله الأول رحمه الله و غيرهم الكثير من ملوك بني هاشم الذين عبروا عن مسيرة طويلة بالتاريخ بفلسفة الحكم عند الهاشميين أحفاد رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم.
حفظ الله الأردن و شعبه و قيادته الهاشمية المعطاءة بكل الخير و الله من وراء القصد و هو العليم الخبير.