الوفاء للأصدق قولا والأخلص عملا
د. صالح المعايطة
15-02-2025 03:55 PM
في الخامس عشر من شباط من كل عام يقف الأردنيون اجلالا واكراما واحتراما في يوم الوفاء لأهل الوفاء ،الرجال الرجال ليجددوا البيعة للوطن وقيادته، ويقولون للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى هؤلاء "الأوفياء والاصدق قولا والاخلص عملا" ، وان الاوطان نبتة طيبة لا تنمو الا في تربة التضحيات والانجازات ،فكانوا هؤلا الرجال هم الامتداد الطيب لرجالات الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين رحمه الله لتنطلق هذه الثورة حاملة رسالة التحرر من الظلم والاضطهاد، وتبدا معها رحلة التضحيات والتأسيس منذ العهد الهاشمي الميمون الأول "عهدالملك المؤسس الشهيد عبدالله الاول رحمه الله مرورا بالعهد الهاشمي الميمون الثاني عهد الملك طلال صانع الدستور رحمه الله، وبعده العهد الهاشمي الميمون الثالث عهد الباني "الملك الحسين بن طلال" رحمه الله ،وصولا الى العهد الهاشمي الميمون الرابع عهد الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
وجاء الاحتفال بهذا اليوم بتوجيهات ملكية سامية من أجل التواصل مع هذه الشريحة الكبيرة من متقاعدي القوات المسلحة والاجهزة الامنية،تقديرا لتضحياتهم على أسوار القدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد والسموع وتلة الذخيرة والكرامة والجولان، وفي،عمليات حماية الحدود ومكافحة الارهاب ، هؤلا الرجال الذي خبروا الرمضاء والصحراء الاردنية وكانوا العيون الساهرة والمستيقظون على الثغور...وهاهم الأبناء والاحفاد يواصلون البناء والعطاء والتضحيات من أجل أن يبقى الاردن وطنا لا بديلا لوطن .
ها نحن نفاخر الدنيا عاملين ومتقاعدين اننا امتداد لشجرة بني هاشم الجامعين لا المفرقين، الوحدويين لا الانفصاليين،الهاشميون الذين يحملون الرسالة والأمانة واصحاب السقاية والرفادة على العهد باقون لتستمر مسيرة العطاء في اردن التضحيات.
ماذا أقول لزملاءي المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى الذين اسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم ليكتبوا تاريخ الاردن بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم وازيز طائراتهم، ولا زالوا يقولون ان الفخر يفتخر بقيادتنا الهاشمية التي تقف اليوم بكل ثقة واقتدار وعزيمة لا تلين في وجه تحديات البيئة الإقليمية والدولية حفاظا على أمن الاردن واستقراره ، وإن الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين ولا للهجرة ولا للوطن البديل ...فقوة الاردن ليس من المساحة والموارد وإنما قوة الاردن بهويته الوطنية وتلاحم مكونات المجتمع والتفاف الشعب حول قيادته حينها يتشكل الولاء، وحب الاردنيون للأردن حينها يتشكل الانتماء "فكلنا ألاردن" ،وحين تهتم القيادة بالشعب والأرض عندها تتشكل الحاكمية الرشيدة....وهذه هو الاردن ملكا وشعبا وجيشا واجهزة امنية.
المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى في يوم الوفاء لهم يقولون لسيد البلاد بك ومعك ماضون فالتشهد يا شجر الزيتون معك وبك ماضون ...فكنت ياسيدي عاليا وقويا كالجبال العالية التي يصعب التسلق عليها وكالمنارات الشامخة تعمي الأبصار..فكنت واثقا وإن تتحدث مع رئيس أقوى دولة في العالم سياسة واقتصادا وجيشا.فكنت دوما يا سيدي تحمل الهم الوطني ومعاناة الشعب الفلسطيني إلى كل العالم وتقول ان الحل لا يمر من خلال المدفع والصاروخ والطائرات وإنما من خلال الاعتراف بالحق الشرعي للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
كان يوم 13شباط يوم مشهود للعالم يشاهد الاردنيون وهم يستقبلون جلالة الملك في مطار ماركا من رحلته من واشنطن بعد مقابلته للرئيس ترامب ليؤكد له ان الاردن يرفض التهجير ،والحل هو بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
ختاما اقول ان التقاعد ليس العطاء ولا قتلا للانتماء...واقول ايضا ان الاردن هو أعز ما لنا واغلى ما فينا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه...
* لواء ركن متقاعد