كان استقبال جلالة الملك بعد عودته من الولايات المتحدة مفرحا بكل المقاييس، وحمل ما حمل من إشارات وطنية وسياسية.

هذه الحالة من الالتفاف الشعبي ورغم أنها أصيلة ومتكررة في مجتمعنا إلا أننا لا نظهرها إلا في وقتها.

ومن مشاهد جمال هذه اللوحة مشهد النشميات في الساحات والميادين العامة باستقبال جلالته الذي حمل دلالة نوعية تؤشر إلى اشتباك المرأة بالقضايا العامة، بل يؤشر أيضا إلى أن المرأة أينما كانت عنصر أساسي في التعبير عن دعم المجتمع لموقف جلالة الملك في رفض تهجير الفلسطينيين.

فشاركت النشميات في كل الوقفات التي تعبر عن رفضهن لما يرفضه الأردن وساهمن بعزيمة في كل المبادرات التي دعمت المرأة الفلسطينية وصمودها في وجه الاحتلال.

هذه المشاركة جاءت كدلالة على ان المرأة الأردنية تمكنت من أن تكون صوتًا مؤثرًا في القضايا الوطنية الكبرى على المستوى المحلي والإقليمي، ولم يقتصر دورها على مشاركتها في الانتخابات البرلمانية والبلدية، والانخراط في الأحزاب السياسية والمنظمات المجتمعية بل إلى قيادة العمل الوطني في الميدان لتثبت قدرتها على التأثير واتخاذ القرار، ولتقول كلمتها في كل ما يهم الوطن.

هذا الدور هو حصيلة عمل سنوات من دعم ملكي للمرأة لتمكينها من تحقيق التوازن والعدالة في المجتمع بحيث تشارك كافة فئات المجتمع في خدمة الوطن، ويجعلها أكثر تفاعلًا مع جميع القضايا، ما دعا نساء الأردن من مختلف الفئات والأعمار لتقديم شكر واجب لجلالته والتعبير عن إيمانهن الراسخ بالدور الأردني المميز في ظل قيادته.

ولعل الدور الأهم للنساء هو تعزيز هذه الصورة الجميلة من التفافهن حوّل الوطن وقيادته من خلال عمل كبير يجب أن ينعكس على وجودهن في مختلف القطاعات كأدوات حقيقية للإنتاج الوطني، وتحقيق طموحنا بمستقبل أفضل ليس فقط لوطننا الغالي بل لأهلنا في فلسطين أيضا وفي وطنهم وعلى أرضهم.

لذلك سنبقى خلف جلالته في رفضنا للتهجير ودعم حق الفلسطينيين في بناء دولتهم والعيش بسلام واستقرار.