facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطبقية بين جوردان والأردن


فيصل سلايطة
18-02-2025 01:46 PM

تكرّر هذا اللفظ كثيرا لوصف تباين الطبقات في المجتمع الاردني ، أو لقسم المجتمع من النصف ، فجوردان في عين ابناء الاردن ، هم المترفون ، الارقّاء ، الذين لا يلفظون حرف القاف القاسي ،أو الجيم الفظّة ، هم الذين يتنعمون بخيرات الاردن ، الذين تصطف على عتبات بيوتهم اللمبرغيني و الفيراري و البورش ، هم الذين لا يخرجون دون حبّات من الالماس على ساعاتهم و اعناقهم ، هم من في ارصدتهم الملايين ، هم الفاسدون ، البعيدون عن الدين"بعضهم" ، هم الذين يرتادون الحانات و المراقص ، هم الذين لا يحبّون الوطن .

أما ابناء الاردن في عيون الجورادنيين ، فهم الرجعيون ، البدائيون ، هم الذين يركبون وسائل النقل العام بالرغم من امتلاكهم لدونمات من الاراضي لكنهم لا يبيعونها ، هم من يركبون البكب اب ، هم ابناء القرى و الارياف ، الذين لا يواكبون التطور ، هم من تشتري نساؤهم الذهب الاصفر المعصفر بلا أي حبّة "ستراس" ، و القائمة تطول من اوصاف يراها كل طرف في الآخر.

هذه الطبقية المقيتة لا يمكن مطلقا التعميم بها أو التعويل عليها لتحليل المجتمع ، فلا يمكن بأي شكل من الاشكال وصف أبناء الاردن بالاكثر وفاءا و ابناء جوردان بالفاسدين ، لا يمكن ابدا اختزال الرجولة بطرف دون الاخر ، أو قياس الذوق و الادب أو النظافة أيضا.

لكل وطن ، أو مجتمع إن أردنا التخصيص الدقيق ، طبقة أو عدة طبقات مطلوبة و ضرورية لابراز جماليته و تباينه ، و غالبا ما تحدث نتيجة فوارق فرص /تعليمية/اقتصادية/احيانا ديموغرافية أو سياسية.

منطقية هذه التباين في الطبقات تتلخص في عدم اتساع الفجوة فيما بينها ، و في ذات الوقت تنوعها و اقترابها من بعضها البعض ، أي ألا تفرز الحالة الاقتصادية طبقات (غني جدا _غني _ ثم مباشرة فقير ) بل تتباين بين( غني_طبقى وسطى_فقير) ، و ألا يلعب الفساد دورا في تثبيت الفروقات لكي لا يتضخم الاحتقان فيما بينها.

و بالعودة للصفات أو الاحكام المسبقة المبنية على الشكل _اللهجة_العادات و التقاليد ، هل يمككنا اعتبار البدو فقط الصورة المشرفة للأردن؟ أو اعتبار أهل الشمال الفلاحين الذي لا يتحدثون بلغة البدو مواطنون درجة ثانية ، أو المعلم المنمق المعطر في عمان الغربية صورة لا تمثل الاردن؟

فمثلا ، كثيرا ما انتشرت الافعال الجرمية كتهريب المخدرات بين "بعض" سكان المناطق المحاذية للحدود السورية فهل يمكن اعتبار مهرّب للمخدرات مدمر للمجتمع من" الاردن" و ليس من "جوردان" اردنيا اصيلا و اقصاء شاب من دابوق يحكي " أأعد " عوضا عن اقعد أي" اجلس" ، لا يمثل هذا الوطن بسبب لهجته و زرقة عيناه؟

حتى الممارسات التي تتخذ طابع الترف و التبذير في عمان الغربية ، يقابلها ممارسات تبذيرية في عمان الشرقية و غيرها من المناطق و الارياف، لكن القيمة تختلف طبقا للنسبة و التناسب و تفاوت الدخل.

الاردن كوطن يحتاج للجميع ، يحتاج للرقيقة الجميلة و يحتاج لمن تلبس العصبة كتاج على رأسها ، يحتاج للبدوي الاصيل المعطّر بالهيل ، كما يحتاج للفلاح و المزارع و المعلم ، يحتاج لكل اشكال الناس و طباعهم ، يحتاج لصورة حضرية حضارية متطورة منمّقة كما يحتاج لصورة اخرى تنبع منها الاصالة.

استخدام لفظ جوردان ، أو اتهام اصحابها بأنّهم لا يعرفون وسط البلد ، أو سقف السيل ، أو احياء ماركا ، هو تماما كاتهام الاغنياء للفقراء بعدم معرفة العطور النفسية أو اسماء الاحجار الكريمة، فلكل شخص دائرة اهتمام ، معارف ، تفاصيل تختلف عن الآخر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :