د. جعفر حسان .. ورحلة استعادة الثقة
بهاء الدين المعايطة
23-02-2025 10:53 AM
منذ أن تقلد رئاسة مجلس الوزراء، ومؤسسات الدولة تشع بالنور. الرئيس الذي استطاع أن يعيد بناء الثقة بين أبناء الشعب ومؤسساته، الرئيس الذي استطاع أن يرسم الطريق الصحيح لعمل مؤسسات الدولة وإعادتها إلى مسارها الحقيقي.
يصادف يومنا هذا الشهر الخامس لتقلد دولة الدكتور جعفر حسان رئاسة الوزراء بتكليف من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه. كان هذا اليوم بمثابة رسالة تؤكد أن جلالة الملك وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وقد أثبت ذلك عندما رأينا زياراته المستمرة التي استطاعت أن تبني الثقة وتعيد النظر في السياسة الحكومية المتبعة سابقاً. الرئيس الذي استطاع أن يرسخ العمل المؤسسي ويلبي مطالب المواطنين من خلال توجيهاته التي كانت دائماً تصب في مصلحة المواطن. رأينا زيارته للواء الأغوار الجنوبية وأوامره بتلبية مطالب ذلك اللواء الذي كان في الماضي يُهمل من قبل المسؤولين، ومن بعدها جلسات مجلس الوزراء التي كانت تُعقد داخل محافظات المملكة للاستماع إلى مطالب المواطنين وتنفيذ المطلوب منها على وجه السرعة.
ليس جديدًا على من كان بقرب سيد البلاد، ومن كان في مدرسة الهاشميين حين كان مديرًا لمكتب جلالة الملك. كان المدير الذي استطاع أن يوصل هموم الجميع، والسامع الناصت للمواطنين ليضعها أمام جلالة الملك، والوزير الذي استطاع أن يدير وزارته بكل حكمة واقتدار من خلال وضع الخطط المستقبلية التي تلبي حاجات الوطن من القرارات الحكيمة.
تقلد دولة رئيس الوزراء العديد من المواقع القيادية التي جعلت منه شخصًا مؤهلًا لإدارة المرحلة الرئاسية الحالية. قدم وساهم في صناعة النجاح، واستطاع أن يعتلي رُؤوس المناصب بروح التنافس العادل. لم يأخذ حق أحد، إلا أنه استطاع أن يصنع من نفسه القائد الناجح القادر على ترسيخ نجاحه داخل مؤسسات الدولة بأكملها.
ومن أبرز ما تقلده خلال مسيرته العملية، التي ابتدأت كملحق في وزارة الخارجية (1991)، لينتقل بعدها إلى مكتب سمو السكرتير العسكري لجلالة الملك ومكتب سمو المستشار الثقافي لجلالة الملك في الديوان الملكي الهاشمي (1993-1995). وقد أثبت نجاحه الحقيقي في إدارة الأعمال الموكلة إليه، ليكمل بعد ذلك مسيرته ضمن بعثة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف (1995-1999)، حيث كان الممثل الرسمي للمملكة الأردنية الهاشمية. وبعدها عاد إلى مجلس أمن الدولة في الديوان الملكي الهاشمي (1999-2001)، ومن ثم تسلم العديد من المناصب كوزير للتخطيط والتعاون الدولي في عدة حكومات، مما ساهم في جعله مصدرًا مهمًا لتشكيل الحكومة الجديدة.
كما حصل على العديد من الأوسمة، مثل وسام مئوية الدولة الأولى، ووسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال من الدرجة الثالثة، ووسام الجدارة من درجة الصليب الأعظم من البرتغال، ووسام (Order of the Crown Grand Cross) من بلجيكا، ووسام (Order of Merit of the Italian Republic) من إيطاليا، ووسام (Order of the Rising Sun, Gold and Silver Star) من اليابان.
لم تتوقف مسيرة الإنجاز، بل كان قادرًا على ترسيخها حتى يومنا هذا. اليوم، بعد أشهر قليلة من تشكيل حكومته، استطاع أن ينفذ توجيهات سيد البلاد الدائمة التي تحث المسؤولين على النزول إلى الميدان وسماع هموم المواطنين وتقديم يد العون الإنساني لمن انقطعت بهم السبل، وتحقيق الرؤى السامية لجلالة الملك من خلال دعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء. كما قام بتنفيذ رسالة التحديث التي أمر بها جلالة الملك على أكمل وجه. لم تبعده المناصب عن من هم أقل منه شأنًا، بل كان القريب الصادق الذي حمل ثقة جلالة الملك الجليلة، واستطاع أن يطبقها بكل حكمة.
الوطن اليوم بحاجة لأمثالكم، بحاجة لمن يقدر على اتخاذ القرارات التي قد تعيد الثقة لأبناء الوطن بشكل دائم. نحن اليوم أصبحنا نرى الأمل بتلك الوجوه الجميلة الجديدة المفعمة بالتفاؤل، الوجوه الخيرة التي استطاعت أن تغلق أبواب النقد بوجوه من كانوا يبحثون عن أي شيء لاستنقاده. لم تترك لنا المجال للاستنقاد بعد أن رأينا تلك الإنجازات التي أصبحنا نراها بالعين.
سيدي دولة رئيس الوزراء الأكرم، نحن اليوم نضع الثقة بك كما وضعها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله من قبلنا، وأن تكون الابن البار كما عهدتك مؤسسات الدولة من قبل، وأن تبقى الأخ والصديق لأبناء الوطن، والقريب الذي لا يفرقنا شيء. نحن نعهد بك الخير ونرى فيك الوجه الجديد القادر على إعادة ثقتنا بمؤسسات الدولة كما استطعت أن ترسمها من قبل.
كما نثق في قدرتك على مواجهة التحديات بجانب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله التي تواجه وطننا، ونسعى جميعًا لدعمك في كل خطوة تخطوها نحو تحقيق الأهداف الوطنية. فلنكن جميعًا يداً واحدة في سبيل بناء مستقبل مشرق لوطننا.
حفظكم الله وسدد الله خطاكم على طريق الحق، وحفظ الله الوطن وقائد الوطن. أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصلاح.