احادية القطب الاسرائيلي تهديد لأمن المنطقة
د.محمد البدور
25-02-2025 11:03 AM
احادية القطب الاسرائيلي في المنطقة افقدها توازنها الاستراتيجي والسياسي واصبح من حق الوجود العربي ان يكونوا قطبا موازيا يحقق التوازن الاقليمي ويرجح من كفتهم في الميزان الدولي المنقوص لحقوقهم .
هذه إسرائيل كما نراها اليوم تنفرد بعدوانها بدول المنطقة الواحدة تلو الاخرى في ظل حكومة التطرف الاسرائيلية التي تنتهج سياسة عسكرية نابعة من التفكير بعقلية القلعة لتحقيق اهداف إستراتيجية وفرض اجندات ومخططات كانت حلما إسرائيليا بعيد المنال قبل طوفان الاقصى والذي كما عرى ضعفها فقد كشف وهن العرب وخفة اثقالهم في الموازين الدولية والمحافل الامريكية والاوروبية ايضا في التأثير عليهم للجم الاجرام الاسرائيلي عن غزة وكل فلسطين .
اليوم نتنياهو يصرح بعدم الانسحاب من طوق جبل الشيخ السوري وعدم قبوله بوجود اي قوة عسكرية للحكومة السورية الجديدة في الجنوب ليشمل درعا والسويداء والقنيطرة ومناطق اخرى وقد بات واضحا ان إسرائيل تمادت كثيرا وامعنت بإجرامها بدول المحيط الفلسطيني المحتل ولم تعد تأبه باي قوة تحيطها لاسياسيا ولا عسكريا ولا حتى اخلاقيا وإنسانيا ولا لاي قانون دولي قد يردعها او حتى يخجلها واكتفت بدعم امريكا لاهدافها الاستراتيجية التوسعية في المنطقة والمحددة بالتطهير العرقي في فلسطين وتهجير الفلسطينيين من غزة وضم الضفة الغربية وطرد اهلها للاردن ودول الجوار وكذلك إحتلال اراضي من سوريا وإنتهاك سيادتها كلما شاءت والتحكم في قوة لبنان وقدراتها وسيادتها وقد تعرج على العراق إذا ما ظهر اي طارئ عربي او دولي جديد ٠
امام هذا الواقع وهذه التحديات التي تنذر بمزيد من توسع إسرائيل بجرائمها وعدوانها على دول المنطقة فقد اصبح من الواجب العربي اليوم إتخاذ خطوات جادة لاجل المحافظة على البقاء وحماية امن البلاد من خطر هذا المد الاحتلالي الذي بات يطرق الابواب لكل دول العرب وخاصة الاردن ومصر وسوريا ولبنان والخليج ، وبما ان إسرائيل تفرض الاستسلام بالقوة والتدمير على دول الجوار الفلسطيني كما تفعل في الضفة وغزة ولبنان معتمدة على سلاح الطيران وخاصة بعد فشل جيشها بالتمسك بالارض والاستمساك بخصمها فقد اصبح على دول الطوق العربي ان تبحث عن طوق للنجاة لطالما انها في ساحة حرب ومعركة مفتوحة مع إسرائيل وعليها ان تسارع للمحافظة على وجودها وامنها وإستقرارها من الارهاب الاسرائيلي المتعاظم وان تتسلح وتتدرع باسلحة إستراتيجية قادرة على إصابة اهداف في العمق الاسرائيلي تكون رادعة لعدوانها ولابد من توحيد كلمة القادة والزعماء العرب ومواقفهم وبناء حلف سياسي قومي موحد يكون له الثقل السياسي في الموازين الدولية ويحقق شيئا من التوازن الاستراتيجي في المنطقة حتى لاتبقى فريسة لاحادية القطب الاسرائيلي المتمرد ٠