المتابع للأداء الحركي النشط لدبلوماسية الاردن وعلى المستويات المختلفة وطنيا واقليميا ودوليا يدهشه قدرتها المتميزة في التعاطي والاستجابة والتكيف مع المعطيات القائمة وفقا لافضل المعادلات المحسوبة التي تضمن الصالح الوطني.

وقد جاء اللقاء الملكي مع الادارة الامريكية الجديدة قبل نحو اسبوعين نموذجا لهذا الأداء الذى راعى حساسية الموقف من جهة ومتطلب المحافظة على المصلحة الوطنية..مترجما ومشروحا بقول ملكي صريح للرئيس ترامب ان لا اعتبار الا للاردن ومصالحه العليا اولا.

هذا وشهدت العاصمة الاردنية في الاسابيع الاربعة التي تلت الانتخابات الامريكية تدفقا متواصلا على عمان لزعماء ومسؤولين عرب واجانب او زيارات ملكية لبروكسل عاصمة الاتحاد الأوربي تبعا لدعم اوربي سخي لبلدنا ثم المحافظه على وتيرة التنسيق والتواصل الأردني االعربي .لنقل رسالة الدبلوماسية عبر اتصالات ملكية واشتباك مباشر لسمو ولي العهد في هذا الحراك الأردني دفاعا عن قضية الشعب الفلسطيني...وان الاردن يرفض التهجير من غزة او الضفة الغربية... ويمكن بدء عملية الأعمار في غزة مع وجود الشعب الفلسطيني على أرضها.

أجل لقد استخلصت في رسالتي للدكتوراة عن سياسة الاردن تجاه فلسطين عام ١٩٨٢ (ان الاردن تحكم مواقفه في هذا المنحى.ارتباط الصالح الأردني الوطني بهذه القضية وعدالتها منذ نشاتها.... وان كل قرار او إجراء أردني يتخذ على الصعيدين الداخلي والخارجي يضع على راس اولوياته حقوق الشعب الفلسطيني والمحافظة عليها وان حماية هذه الحقوق ببقاء الفلسطيني في وطنه هو ما يحمي الصالح الاردني والفلسطيني معا..

وفى إسناد مباشر للجهود الملكية انخرط ولي العهد في زيارتين للقاهرة وانقرة ولقاء رئيسي البلدين لعرض الموقف الأردني من الأوضاع الإقليمية والتعاطي مع سياسات الاحتلال الموغلة في الاجرام والتدمير لخدمة مخططه الأحمق في الاستيلاء على الارض وتهجير اصحابها.بقوة السلاح.ونسف كل اسباب ومقومات العيش والبقاء.

وتستقبل عمان قريبا الرئس السوري الشرع في أول زيارة له للاردن حيث ينتظر ان تبحث كل الملفات العالقة والتي تؤثر سلبا على العلاقة الاردنية السورية خصوصا ملفات التهريب والمياه الى جانب ما تحتاجه سوريا في اطا ر التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ودور الدبلوماسية الاردنية في رفع العقوبات الدولية عن سوريا بعد ان ابدى العهد الجديد سياسات تطمئن المجتمع الدولى ودول الجوار.