الاول من أذار هو يوم القرار والسيادة الوطنية
د. صالح المعايطة
01-03-2025 07:42 PM
1. يستذكر الاردنيون في الأول من آذار كل عام قرار الملك الشاب الحسين بن طلال رحمه الله عندما وقف وهو لم يكمل العشرين من عمره،ليقول للعالم بكل ثقة واقتدار وعزيمة لا تلين اننا قادرون على قيادة جيشنا العربي بأنفسنا لتصبح قيادة الجيش العربي الأردني اردنية لانه يدرك رحمه الله أن الاستقلال لا يكتمل إلا بسيادة الإرادة الوطنية، وأن الجيش العربي الأردني هو الوريث الشرعي لجيس الثورة العربيةالكبرى لا بد أن يكون بقيادة ضباط اردنيين ، يحملون الرسالة والأمانة بروح الانتماء لهذا الوطن وقيادته .
2 .الاول من اذار كان قرارا تاريخيا، لانه يجسد قرارا لقائد شجاع قام بتعريب قيادة الجيش، مُنهيًا بذلك عقودًا من الهيمنة الأجنبية، وقاطعًا آخر خيوط الوصاية والهيمنة العسكرية التي دامت لعقود من الزمن ، وهذا ما افرح الاردنيون لأنهم ادركوا ماذا تعني الشخصية والهوية الوطنية للمملكة الاردنية الهاشمية بكل المكونات والاطياف الذين آمنوا برسالة الجندية ورسالة المستيقظون على الثغور، الذين اسندوا أسوار الأرض باجسادهم وصدورهم ليكتبوا تاريخ الاردن بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم وازيز طائراتهم.
3. هذا القرار الشجاع الذي اتخذه الراحل العظيم، البعض ينظر إلى هذا القرار كقرار إداري أو تغييرات عابرة على تنظيم القوات المسلحة، بل كان قرارا إستراتيجيا يحمل مفاهيم ومضامين ودلالات استراتيجية عظيمة في تاريخ الاردن يجب التوقف عندها ،فالجيس العربي ومنذ عهد الإمارة وحتى عام 1956 كان تحت قيادة بريطانية تمثلت "بالجنرال جلوب"،ومنذ ذلك التاريخ أعاد الملك الحسين رحمه الله للجيش العربي هويته ليكون جيشا وطنيا تحت راية وطنية وقيادة وطنية من أجل شعب يلتف حول قيادته وفاءا وولاءا.
4. قرار تعريب قيادة الجيش قرارا سابقا لعصره لأنه أسس لبناء جيش عربي قوي قائم على بناء القدرات الذاتية وامتلاك الكفاءة والمهنية والاحترافية والدفاع عن الأهداف والمصالح الوطنية للأردن على المستوى الإقليمي والدولي، مع العمل أيضا على تأهيل وإعداد القيادات الاردنية في الداخل والخارج، وتزويد الجيش العربي بأحدث المعدات .
5. هاهو جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين يواصلان مسيرة العطاء والتحديث والتطوير على خطى الراحل العظيم ،من خلال الاركيز على حاهزية القوات المسلحة وقدراتها على اكتساب واكتشاف وبناء المعرفة العسكرية والتكيف مع متغيرات وتحديات البيئة الاستراتيجية " الإقليمية والدولية "،اخذان بعين الاعتبار ان منطقة الشرق الأوسط تمر بتحولات جيوسياسية متسارعة .
ختاما اقول الفخر يفتخر بجيشنا العربي ،نظرا لامتلاكه المهنية والاحترافية والتقدير والاحترام من قبل الجيوش الحديثة لقدرته على المشاركة في المهام الدولية والعمل ضمن قوات حفظ السلام الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة من أجل الأمن والسلم العالمي.
حمى الله الاردن قيادة وجيشا وشعبا