رغم كل من يحاول انكار حالة «التقدم و التطور» التي شهدتها المملكة بمختلف المجالات طيلة السنوات الماضية، تخرج علينا بكل مرة نتائج و احصائيات تبين لنا الحقيقة و مدى حجم التقدم والتطور الذي نشهده يوما وراء يوم، ولعل نسب انتشار «الانترنت» بالمملكة خير دليل على ذلك، فماذا يعني هذا الانتشار؟.

الجميع يعلم ان العالم اليوم يتجه نحو «التحول الرقمي» و«الذكاء الإصطناعي» بكل شيء تجارة وصناعة وتعليما وصحة غيرها من خدمات، والاهم ان كل هذا التحول قائم بالاساس على انتشار الانترنت وسرعته باي بلد ودولة في العالم، ولهذا اجد ان الاردن جاهز تماما لمواكبة تلك التطورات بالعالم بدليل نسبة انتشار الانترنت بين سكانه والتي بلغت 92.5% من اجمالي السكان.

انا شخصيا تفاجأت باعداد مستخدمي الانترنت في المملكة والذي بلغ ما يقارب «10.7» مليون مستخدم مطلع 2025 اي ما يقارب غالبية عدد السكان البالغ 11.5مليون نسمة تقريبا، ما يعني ان جميع سكان المملكة من غير الاطفال يستخدمون الانترنت، الامر الذي يجعلنا جميعا اذا ما احسنا استخدام هذه التكنولوجيا نستفيد من المتغيرات التي يشهدها العالم وخاصة في الوظائف وممارسة الاعمال.

الواقع يقول ان هذا العدد منطقي اذا ما تم مقارنته مع الجهود الكبيرة التي بذلتها شركات الاتصالات بالمملكة وحجم المنافسة بينها التي جعلت من اسعار اقتنائها متاحا من قبل مختلف الشرائح بالاردن، بالاضافة للاهتمام الملكي الكبير بقطاع التكنولوجيا والاتصالات وريادة الاعمال وتوطينها في المملكة، الامر الذي شجع كثيرا من الشركات والمستثمرين على الاستثمار في المملكة.

العالم اليوم يتجه فعليا الى التحول الرقمي في كل شيء، فتختفي وظائف وتخلق وظائف جديدة وتختفي فرص وتخلق فرص جديدة، ولهذا جاءت التوجيهات الملكية بانشاء مجلس تكنولوجيا المستقبل لمواكبة المتغيرات اولا باول وجعل مواطنينا من اول المستفيدين واللحاق بالركب دون اي تأخير، فالدراسات تشير الى أن ما يقارب 95 مليون وظيفة تختفي عن الوجود مقابل خلق وظائف جديدة تصل الى 170 مليون وظيفة جديدة.

حاليا ما يقارب 6.45 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي بالأردن باليوتيوب و5.45 مليون مستخدم لفيسبوك وإنستغرام 4.05مليون مستخدم وغيرها من التطبيقات، والاهم اننا اليوم ومن خلال التحول الرقمي بتنا ننجز مختلف معاملاتنا اليومية دون الذهاب من خارج البيوت، والاكثر اهمية اننا في المملكة استفدنا من انتشار الانترنت في التعليم عن بعد ابان جائحة كورونا.

خلاصة القول، انتشار الانترنت بهذا الحجم احد الادلة ومن اهم البراهين على التطور الكبير شهدته المملكة خلال السنوات الماضية، وما علينا الا ان نستغل هذا الانتشار بمسؤولية وبوعي وادراك على اننا نملك ما بين ايدينا المستقبل.

الرأي