facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في تجبير كسر الشاورما الأخير


18-08-2007 03:00 AM

كسورنا الطولية والعرضية في أيادينا وأرجلنا، ورؤوسنا المتورمة والمشدوخة وجراحنا الفاغرة، كانت شاهدة على شقاوتنا الشيطانية، فلو قالوا عنا: قرود لكانت حتى القرود تتلمذ في كتاتيبنا ومدارسنا!!.
فالولد الذي لا تكسر له يدٌ في السنة، مرةً أو اثنين ليس منّا بشيء، نحن الذين نلعب ولا نتعب، ونركب خيولنا الأصيلة(عصي حبال الغسيل)، ونخوض معاركنا الوهمية بحمية ضد الغزاة القذرين!!.
ومقابل ذلك كان في القرية(المجبِّر العربي)، وهو الشخص الذي يضطلع بتجبير كسورنا، ويداويها بطريقة شعبية، فقد كان يتلقانا بكثير من الشتائم، عندما نؤخذ لتجبير يدٍ كُسرت، أو رجل (فشخت)!.
وأسهل الجبائر تلك التي تكون لليد، وتحديداً في الكاحل، أو كما يسميها المجبِّر (الشبابتين)، فكنّا نحتاط للأمر ونأخذ معنا مسطرةً صغيرة، والمجبر يغسل اليد المكسورة بالماء الساخن والصابون، وبكثير من القسوة، غير آبه بدموعنا الطائرة، وبكائنا المرير، ثم يمسِّدها بالزيت، ويلفها بخرقة من القماش، ثم يلطخها ببياض البيض، الذي يتحول بعد ساعات، إلى ما يشبه الجبس قساوةً؛ ليثبت الكسر ويحميه، ثم يعلق اليد المكسورة في أعناقنا، وما هي إلا أيام، حتى نعود كما كنا: أشقياء ينتظرنا كسرٌ آخر!!!.
والمجبِّر الحاذق زيادة على تجهمه وشتائمه وتوبيخاته للأهل، الذين يتركون لنا الحبل على الغارب، فإنه كان طريفاً لطيفاً: فبعد أن أزعجه صديقي الشقي، بكسر كل شهرين أو ثلاثة، في اليد أو الرجل، جاءه هذه المرة بكسر في اليدين الإثنتين!!، فقد سقط عن شجرة السرو العالية، التي لا نجرؤ على تسلقها، بعدما قطف عنها عشاً!!.
وصديقي هذا، قلما كنت تراه إلا معلقاً يداً مكسورة في عنقه، أو جاراً رجله، فهو أشقى من عشرة قرود!!، ونحن كنا نقتحم كلَّ شيء، إلا أن نتسلق شجرة السرو، فهي عالية، وتحتها حجارة كبيرة، والسقوط عنها يعني الموت، لكنه مع ذلك تسلقها، وكان ما كان.
وبعد أن جبَّر المجبِّر يديه، بكثير من القسوة والشتائم، وصف له وصفة شعبية، هي (الخروع) يشربه ثلاثة أيام متتالية، فهذا العلاج هو المهم وليس الجبيرة!!، فاستغرب والد صديقي من هذا العلاج، وقال للمجبِّر: إن الخروع علاج لديدان البطن، وليس لكسور الأيادي؛ ضحك المجبِّر الخبير وتمتم:(ابنك يا زلمه، لو لم تكن فيه دودة كبيرة، ما كان تسلق شجرة السرو)!!.
كسورنا الطولية والعرضية نقتصرها دائما على تجبير الأعراض، فلماذا لا نعالج الدودة وأو السوسة التي تنخرنا وتضرب أعماقنا: فهل تجبير كسر الشاورما الأخير مثلاً يحتاج إلى إغلاق كل مطاعمها بهذه الطريقة الانفعالية غير المحسوبة؟!!:يا عمي نريد أن نتخلص من دودة الفساد، وبعدها ستتناقص الكسور!!.
ramzi972@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :