لا تظهر عقدك بإستنقاص الآخرين، فلا أحد مسؤول عن كسراتك القديمة، ولا عن جروحك التي لم تلتئم.. استنقاصك للآخرين لن يجبر انكسارك، ولن يُعيد إليك ما فقدته يومًا.. بل سيُظهر فقط هشاشتك، وكأنك تحاول ستر عيبٍ بعيبٍ أكبر.
لا شيء يفضح النفس أكثر من محاولات النيل من الآخرين، كأنك ترفع مرآة لعُقدك دون أن تدري.. لا تظن أن استنقاصك لهم يُسقط من قدرهم، بل يفضح نقصك، يكشف خوفك، ويروي للعالم قصة معاركك الداخلية التي لم تنتصر بها يومًا.
العظماء لا يبنون عظمتهم على حساب غيرهم، ولا يجعلون من الآخرين درجًا يرتقونه.. إنما يكبرون برفعة أخلاقهم، وبمد أياديهم للنهوض بمن حولهم.. هم لا يحتاجون إلى هدم غيرهم ليبنوا أنفسهم.
أما أنت، فلا تجعل من الآخرين مرآةً لتعكس فيها ألمك، ولا تجعل كلماتك خناجر توجهها للقلوب في محاولة لتقليل حجمهم، ظنًا منك أن ذلك سيزيد من حجمك.
كن شخصًا يترك أثرًا جميلًا، لا ندبةً في روح أحدهم.. فالعقد مكانها داخل النفس لمعالجتها، لا على ألسنتنا لتشويه غيرنا.. والقلوب السليمة لا تبحث عن الظلال لتُخفي عيوبها.. فإن كنت تُحارب نور الآخرين، فتأكد أن الظلام الذي تحاول إلقاءه سيبتلعك أولًا.. فترفّع عن انتقاصهم، وانشغل ببناء ذاتك، لأن الحقيقة الوحيدة التي لا تتغير هي: "الشمس لا تخبو لأن العيون المريضة لا تحتمل ضوءها.. بل تبقى مضيئة رغم كل ما يُقال"