facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




متلازمة عربلوم


فيصل سلايطة
09-03-2025 11:23 AM

نعم هذه جديدة ، و مصطلح عربلوم من تأليف ، لكنّي أحاول قدر المستطاع تشريق معنى غربيّ ليُفهم شرقيا ، فإن قطّعنا (عرب+لوم) سيصل من يقرأ المقال بعمق و في عقله الباطن خلفية واسعة للقصة ، أنني اتحدث عن (متلازمة ستوكهولم).

و باختصار متلازمة ستوكهولم هي " ظاهرة نفسية تجعل الشخص يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له بالرغم من كل الاذى الذي لحق به ، بشكل مباشر أو غير مباشر ".

من وجهة نظري الشخصية ، اعتقد أن عربلوم تحقّق المعنى و بأمثلة عديدة أكثر من ستوكهولم ، فالعرب هم أفضل مثال واقعي تطبيقي لهذه القضية.

فمثلا ، في سوريا اليوم معارك ضارية في الساحل ، يتقاتل فيها فلول النظام مع أمن النظام الجديد ، في هذه المعمعة الدموية سنجد من يؤيد بشار الاسد ، من داخل سوريا و خارجها ، بالرغم من كل ما حدث و تكشّف عن فظاعة و دموية النظام ، عن مدى وحشيته تجاه الشعب السوري ، عن المعتقلات و الكيماوي و البراميل و الاغتيالات في داخل سوريا و لبنان ، عن مدن باكملها سويّت بالأرض ، عن سجون لا زال صدى أنين من ماتوا بها مسموعا ، إلّا أننا سنجد من يحبّ هذا النظام ، لمنفعة شخصية أو لمقارنات غير منطقية ، أو فقط حبّ غير مقرون بشروط ، فأيّ حبٍ للعدوّ هذا؟ و أين ستجد ستوكهولم توأمة أكثر من عربلوم؟

أمّا المثال الحي الواضح الثالث ، فيتجلّى في حبّ الناس للرئيس صدام حسين ، بالرغم من كل الايجابيات التي قام بها و نهضة العراق في عهده ، لكن صدام تتلخص مسيرته بكلمتين (عمّر ثم دمّر ) ، فماذا يختلف عن أي محتل عندما دخل بلدا جارا له كالكويت؟ و عاث بها فسادا و قتلا و نهبا و تدميرا ، و جعل العراق تدفع هذه الفاتورة لعقود من بعده؟ ماذا جنى من حرب عبثية مع ايران لم تخلّف سوى ملايين الضحايا؟ و بعد هذا كله ، العراق اليوم حبيسة لايران ، ماذا جنى من الاستعراضات القتالية و الترويج للاسلحة الفتاكة و الخطابات الاستعراضية سوى حصار لاهل العراق و تجويعا لهم و تدميرا لهذا البلد العريق.

صدام كان سيكون الرئيس الافضل ، لو مهّد لتحوّل ديموقراطي من بعده ، لو لم يقم بحروب و غزوات دموية ، لو اقتنع أن الجمهورية نظام مختلف عن الملكية ، لو سعى لتطوير العراق بعيدا عن الحروب ، لو ابقى الصف العرب متوحدا ، لا منقسما حوله ايضا !

نذهب إلى لبنان ، سنجد عربلوم تتقسم إلى طوائف صغيرة ، كل طائفة لها رئيس أو زعيم ، في اعماق الشعب اللبناني حقيقة واحدة أن هؤلاء الزعماء هم من يقطّعون لبنان إلى أوصال ، و يهدمون شرعيته و حقه بالنهضة ، يثور الشعب تارة ، لكن عند صناديق الاقتراع ، تتجلى عربلوم كمتلازمة لا عاقل بها بكل وضوح و جدارة.

كل شيء يغتفر ، فساد مسؤول ، تهوّر زعماء ، أخطاء ملوك ، قرارات غير مدروسة ، كل شيء يحلّ ، إلّا الدم ، الدم لا غفران معه مطلقا ، لذلك أعقل الملوك و الرؤساء و الحكام اليوم ، هم من يجنّبون شعوبهم الدم، من يترفّعون عن الدخول في حروب عبثية ، عن الانسياق نحو انفاق الدمار و الهلاك .

بالعودة لمتلازمة ستوكهولم ، سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد ، حين سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.

أما عربلوم ، فتحدث غالبا نتيجة وهم نهضة آني يقوم به الرئيس أو الزعيم ، قد يطال الناس بشكل مباشر أو غير مباشر ، أو عبر خطابات رنّانة تحرّك الشعور العاطفي ، أو عبر استخدام الدين و تجارة به ، عندها يكون الولاء لهذا الزعيم مطلقا بالرغم من كل ما يقوم به...هنا تنهار الدول ، و تبدأ الاقتتالات عندها لا ينفع الندم...أو اللوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :