فوضى العالم في القطبية الاحادية ..
د. محمد المصالحة
19-03-2025 06:17 PM
لم يدخل الانسان مرحلة الحضاره وبناء المجتمع المتمدن والمستقر الا بعد ان قيد نفسه باحكام وضوابط وقواعد. قد تكون قانونا وضعيا او قواعد اخلاقيه او سماويه وبغير ذلك فلا استقرار او امن او سلام لأي جماعة اودوله.
ولقد استغلت التجمعات الانسانيه او الدول وقوع الحروب والصراعات فيما بينها باخذ العبر والدروس و لتجد انه لا مناص امامها الا باخضاع سلوك كل وحدة في هذا العالم لقواعد ناظمه لسلوكها وانتقالها من حالة الفوضى إلى حالة النظام.....اقول هذا ونحن نرقب تطور المجتمع الدولي في تاريخه المعاصر من وضع إلى آخر.......
فمن حالة التسليم بحق الغزو والفتح التى تستبيح فيها اية دوله اراضي او ممتلكات دولة أخرىمما أدى الى وقوع حرب عالمية أولى اضطرت الوحدات الدوليه بعدها إلى انشاء عصبة الامم المتحده للجم الدول عن استخدام حق الفتح او الاعتداء من دولة على اخرى. لكن العصبه لم تسلح بأدوات كافيه تكبح بها جموح الدول القويه او الطامعه بموارد شعوب اخرى من مقارفة العدوان. ولا ان تكفل حقوق الشعوب والجماعات المظلومه والمحتله وتنصفها كمنظمه جاء في صلب عهدها ان تضمن.
السلم والامن الدوليين فاندلعت حرب عالميه ثانيه مدفوعة بايدولوجية نازية او فاشيه فافاق ما يسمى بالعالم المتحضر على حجم الاهوال والخسائر البشريه التى اودت بها مثل هذه الايدولوجيات المنفلته الى الجحيم.واضطرت دول العالم المنتصره والجديده معا إلى وضع ميثاق افضل من سابقه من أجل أن ينعم الجميع بالسلام...وجاء في مستهل ديباجة الميثاق ( نحن شعوب العالم نجتمع اليوم....لنقرر.....) اي ان قواعده تاتي بإرادة وحاجة الشعوب له والرغبة بالالتزام به....ولهذا لاغرابة بان ينص الميثاق على ان اية دولة لاتقبل عضوا الا بان تلتزم في طلبها بأنها تملك الارادة لتفبذ ما يرتبه الميثاق من واجبات والتزامات تجاه دول اخرى وتجاه المجتمع الدولى...وجاءت الحرب البارده وكفلت الثنائية القطبيه إلى حد ما امكانية مراعاة احكام الميثاق. .باستثاء حروب محدوده وبالوكاله ومسيطر عليها.....حتى انهارت هذه القطبيه واستفردت أمريكا بالقطبية الاحاديه.عام ١٩٩١ او بدء مااسموه الامريكيون بالنظام العالمى الجديد...الذى استباحت في ظله واشنطن سيادة الدول واستقوى الأقوياء على الشعوب الأضعف.وهكذا توافق سادة البيت الابيض من ديموقراطيين وجمهوريين على استباحة القانونون الدولى و ليصل هذا المروق ذروته بوقوف مندو ب ربيبتهم إسرائيل في المنظمه الدوليه ويقوم باستهتار وعجرفه باتلاف الميثاق ( بفرامه) امام أنظار ممثلى دول العالم من حكوما ت وشعوب دون أن يسأله اويحاسبه احد من منظمة تم قبول دولته فيها بشرط احترامها لاحكام ميثاقها?!!...,,وتنحدر الأمور إلى الاسواء حين يعتلي قيادة اكبر دولة في العالم رئيس يعلن صراحة عن ضرورة توسيع مساحة إسرائيل (طبعا على حساب جيرانها.).ويعلن صراحة عن تهجير اهل غزه ،واستعداد ه لشراءها!! ..وضم كندا...والحاق غرينلاند الدنماركيه بدولته ويملي على اوكرانيا التنازل عن اقاليم استولت عليها روسيا في الحرب الدائره منذ ٣ سنوات.!!!....
طبعا ربما أراد ترامب الاخذ بهذه السابقه في اوكرانيا من اجل تطبيقها في الشرق الأوسط لتوسعة حدود إسرائيل.!!!!! هذا إلى جانب تهديد محكمة العدل الدوليه وقضاة محكمة الجنايات الدوليه وتسفيه قراراتهم ضد اسرائيل.....كل هذا يجعل العالم ينتقل ببركة الاحادية القطبيه إلى مرحلة فوضى مدمره لن تهناء اوتستقر فيها دوله لان القوة الأولى تحولت إلى حكومة مركزيه عالميه مارقه شلت دور المنظمه الدوليه لمدة ١٦ شهريا في وقف الاباده ضد الشعب الفلسطيني وتوسيعها نطاق الحرب والعدوان على دول اخرى والمنظمة عاجزه عن رجعها!!!. ...،،ويمثل هذ السلوك الفوضوي من قبل دولة عظمى سيتحول العالم الى غابة تحكمه القوه...وتستباح فيها حقوق الامم والشعوب من المارقين. وللحديث صله.