facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فرنسا و كمائن الكنز الابيض


د. أسامة غزال
08-04-2025 11:26 AM

مع مطلع ربيع عام 2025 تصدر الاكتشاف غير المتوقع اهتمام خبراء الطاقه وخاصة المهتمين بالتحول الى المصادر الخاليه من الكربون حيث اعتبره الكثير منهم اكتشافا لديه القدرة على إعادة تشكيل استراتيجيات الطاقة العالمية من خلال توفير مصدر جديد للوقود الخالي من الكربون بكميات يعتمد عليها.

اعلنت جمهورية فرنسا رسميا تصدرها المشهد عالميا في مجال الطاقه الخاليه من الكربون وقليلة التكلفه, وربما كان للخبر وقعا مؤثرا لزيادة التقارب بين ماكرون و الرئيس الامريكي المحب للصفقات والباحث عن الثروات والاستثمارات الاستراتيجيه الجديده, حيث تم العثور على أكبر احتياطي في العالم بقيمة 92 مليار دولار من الهيدروجين الطبيعي او ما يسمى الهيدروجين الابيض لتمييزه عن الهيدروجين الاخضر المنتج بتدخل الانسان المباشر.

"حيث توصل فريق من علماء مختبر GeoRessources و CNRS أثناء بحثهم عن الميثان (الغاز الطبيعي المتعارف عليه للاستخدامات المتعدده ومنها الطبخ و التدفئه وكان السعي جادا بعد مشاكل انقطاع الامدادات الروسيه) وعلى عمق 4,101 قدم (1,250 مترا) ، وجدوا رواسب هائلة من الهيدروجين الأبيض بدلا من الميثان. هذا الاكتشاف مذهل حيث يمكن ان يؤثر بشكل ملحوظ على تحويل مشهد طاقة الهيدروجين. و يتلخص هذا الاكتشاف الرائد لمكمن ضخم من الطاقه الطبيعيه والنظيفه والتي لا تضر بالبيئه عند استغلالها بطبقات جوفيه تحت تربة فولشفيلر ، في منطقة موسيل الفرنسيه ، وقدر الباحثون الكميه المذهله من الهيدوجين الطبيعي بما يزيد عن 46 مليون طن.

والمستكشف من هذا المصدر الطبيعي للطاقه في الطبقات الجيولوجية بباطن الارض ، إذا تم استخراجه بكفاءة ، سيمثل نصف إنتاج الهيدروجين الطبيعي السنوي في العالم.
والاردن يسعى بشكل جدي لاعداد الدراسات والتاهيل لتخزين الطاقه على شكل هيدروجين وخصوصا الطاقه المنتجه من مصادر غير كربونيه كالطاقه الشمسيه و الرياح لانتاج الهيدروجين الاخضر. لكن لسنوات عديده واجهت صناعة الهيدروجين الاخضر او الغير صديق للبيئه اي تم استخدام طاقه كربونيه في انتاجه تحديين رئيسيين: اولا التكلفة العالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والحاجه لتطوير تكنولوجي وتبادل الخبرات وثانيا التلوث الناجم عن الهيدروجين الرمادي (المنتج من مصادرطاقه كربونيه). مما لاشك فيه ان الهيدروجين الأبيض يقدم حلا لكلتا المشكلتين. نظرا لأنه موجود بالفعل تحت الأرض ، فإنه لا يتطلب عمليات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل التحليل الكهربائي ، ولا يعتمد على الوقود الأحفوري.

الهيدروجين الأبيض ، المعروف أيضا باسم الهيدروجين الطبيعي أو الجيولوجي ، هو نوع من الهيدروجين يحدث بشكل طبيعي في قشرة الأرض. يتشكل من خلال عمليات مختلفة ، بما في ذلك تفاعل الماء مع الصخور فائقة القاعدة ، والسربنتين ، وتحلل المواد العضوية. على عكس الهيدروجين الرمادي أو الأزرق أو الأخضر ، الذي يتم إنتاجه من خلال عمليات كثيفة الاستخدام للطاقة (مكلفه)، فإن الهيدروجين الأبيض هو مصدر طاقة طبيعي وخالي من الكربون اي من البدائل المميزه للطاقة النظيفة.
ويتمتع الهيدروجين الأبيض بالعديد من المزايا ، بما في ذلك:

- انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصفرية: لا تنتج أي انبعاثات كربونية عند استخدامها كوقود. التوافق: إنه متوافق مع البنية التحتية والتقنيات الحالية لإنتاج الهيدروجين واستخدامه. الفعالية من حيث التكلفة: إنه أرخص وأكثر كفاءة من انتاج الهيدروجين سواء اعتمادا على الطاقه الكربونيه او طاقة الشمس او الرياح او غيرها من مصادر الطاقه النظيفه ولا يوجد حاجه لتكاليف ومخاوف إصلاح انظمة البخار أو التحليل الكهربائي.

الوفرة: إنه من المصادر الممكن تواجدها بوفرة ومتجددة بطبيعتها ، مع وجود رواسب في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا ودول أخرى. والاكتشاف بفرنسا يؤكد انها قد تتواجد بكميات وافره لكن بحاجه الى استكشاف و تطوير اليات الاستفاده منها.

والطموح بتزايد الان بدأ لدى العديد من شركات وخبراء استكشاف الثروات الطبيعيه فيما إذا كانت هناك رواسب هيدروجين ابيض ضخمه مماثلة في مكان آخر ، فاذا توالت الاستكشافات ولم يكن الاكتشاف الفرنسي مجرد صدفه نادره فقد يشير ذلك إلى بداية تحول كبير في إنتاج الطاقة في جميع أنحاء العالم. قد تجد البلدان التي كانت تعتمد سابقا على تقنيات إنتاج الهيدروجين باهظة الثمن نفسها فجأة مع إمدادات طبيعية من هذا الوقود النظيف. وسبب الطموح والامل الكبير ان الاكتشاف كان مفاجأه و اثبت انه ممكن ان تتواجد كميات ضخمه من هذا المصدر الطبيعي للطاقه حيث صرح الاستاذ الدكتور جاك بيرونون ، العالم الكبير المختص بمجال الطاقه و الثروات الطبيعيه وابرز المسؤولين بالاستكشاف الذي كان مقررا عن الميثان بالشمال الفرنسي بحوض لورين برفقة للعالم فيليب دي دوناتو وكلاهما مدراء للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا (France’s National Centre of Scientific Research) ،قال: "يشير بحثنا إلى أن الهيدروجين الطبيعي يمكن أن يكون أكثر وفرة بكثير مما كان يعتقد سابقا. إذا تمكنا من إيجاد طرق فعالة لاستخراجها واستخدامها ، فقد يكون لدينا أداة جديدة قوية في مكافحة تغير المناخ ".

يمكن أن يؤدي هذا الكشف في لورين إلى سباق دولي للاستكشافات ولتحديد واستخراج احتياطيات الهيدروجين الطبيعية ، مما قد يؤدي إلى تغيير سوق الطاقة العالمية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي. لورين ، وهي منطقة معروفة تاريخيا بصناعات الفحم والصلب ، هي الآن في قلب الاهتمام العالمي الكبير في مجال الطاقة النظيفه و انتظار الاستفاده من الابحاث المستمره بعد هذا الاكتشاف غير المخطط له. و يوفر هذا الاكتشاف لفرنسا فرصة فريدة لترسيخ نفسها كدوله رائدة في إنتاج الهيدروجين الأبيض و لابد من الاهتمام والسعي لاكتساب خبراتهم بهذا المجال. ويبقى التساؤل هل من المجدي ان نمضي بخطواتنا نحو الهيدوجين الاخضر المكلف ام نعمل على استكشاف كمائن ممكن ان تحتوي الهيدروجين الابيض في اردننا الهاشمي الذي يسير نحو التقدم ويحافظ على الاستقرار رغم شح الموارد و لكن بقياده اثبتت انها الاكثر حكمه واقتدار و شعب اثبت انه متجذر الانتماء و صادق بالالتفاف حول القياده وحب تراب الوطن وسعيه للبناء والعمل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :