الحرب على المخيمات في الضفة
أ.د.محمد المصالحة
09-04-2025 07:24 PM
تحولت حملة قوات الاحتلال على المخيمات الى عملية منتظمة ومتواصلة انتقلت من الشمال في جنين وطولكرم ونابلس (مخيمي بلاطة وعسكر في شرق نابلس وبيت الما غربها) الى جنوب الضفة في مخيمات الدهيشة والفوار وغيرها دون ان تتوقف قوات الاحتلال في ذات الوقت عن اقتحاماتها المتواصلة على قرى وبلدات ومدن الضفة دون.
توقف امعانا في مخططها التهويدي للارض الفلسطينية ضاربة عرض الحائط بما رتبته اتفاقية اوسلو من التزامات باقامة سلطة فلسطينية ذات صلاحيات محدودة على جزء من اراضي الضفة تنازعها فيها سلطات الاحتلال. فحكومة الاحتلال تبيت منذ اوسلو الانقضاض على ما تبقى منها وربما انهاء دور السلطة فيها.!!!
والسؤال الذي يحمله عنوان مقالتي لماذا هذ التركيز على المخيمات تدميرا وتهجيرا لسكانها وحملهم على اللجؤء من جديد وهم اصلا لجاءوا لها من مناطق مختلفة من فلسطين الـ ٤٨ بعد النكبة الاولى؟.
اجل لقد بات واضحا انه "حسب تقدير سلطات الاحتلال" فإن وجود المخيمات يشكل دليلا ماديا على وجود قضية اللاجئين الفلسطينيين التى تعمل على شطبها تماما كما هو الحال بالنسبة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومكاتبها ومدارسها والتي تعمل قوات الاحتلال على ضربها وشطب وجودها في الضفة وغزة على السواء، مفترضة ان من شان ذلك انه لن يعود هناك مشكلة لاجئين او قضية لهم.! وتهدأ الساحة لهم فيبتلعوا الارض وما فوقها وتحتها، دون ان يتعضوا بان الشعب الفلسطيني ما زال يصر وبوعي على التمسك بحق العودة الى مناطقهم في مدن وقرى الـ ٤٨.. وان تدمير المخيمات سيجعلهم يبنون مخيمات جديدة في مكان اخر من فلسطين ولن يثنيهم هذا عن مقاومة الاحتلال كحق مشروع لتحرير بلدهم وبناء دولتهم طال الزمن او قصر.!
وبطبيعة الاحتلال تبرر اسرائيل اجرامها كقوة محتلة بوجود مقاومة، (تسمها ارهاب اوتخريب) لكن هذه التسمية والتي تسوقها للعالم بانها صفة تلازم الانسان العربي والمسلم فيما كشفت مسلسلات الابادة الجماعية والافعال الوحشية ضد المدنيين من اطفل ونساء وشيوخ خاصة في غزة عن بهتان هذه السرديات الكاذبة امام العالم عبر ما تنقله الشاشات التلفزيونية ووسائل التواصل عن المحارق التي ارتكبتها وما تزال قوات الاحتلال ضد اهالى غزة امام مرأى العالم ولاسيما الدول المتحضرة.