على هامش المؤتمرات .. بين الطموح والواقع في التعليم الأردني
لانا ارناؤوط
10-04-2025 10:40 AM
في كل عام، تنعقد مؤتمرات وندوات تهدف إلى تحسين العملية التعليمية في الأردن، وتُطرح خلالها أفكار تطوير المناهج، وسبل التمكين، ومشاريع النهوض بالتعليم نحو مستقبل أكثر إشراقًا، مشهد يبعث على الأمل… ظاهريًا.
لكن على الهامش، هناك حكاية أخرى لا تُذكر كثيرًا، وإن ذُكرت فهي غالبًا لا تجد صدى أو حلًا.
في الطرف الآخر من القاعة، هناك معلم ومعلمة يقفون أمام مناهج ضخمة، مليئة بالتفاصيل التي تبتلع الوقت والطاقة. يقفون في صفوف متهالكة، جدرانها باهتة، وأثاثها بالكاد يصلح للاستخدام، وسط بيئة صفية خانقة تعاني من قلة التهوية والضوضاء والازدحام.
المعلم الذي نتحدث عنه في المؤتمرات بوصفه “رائد التغيير” هو ذاته الذي يعاني من ضغط يومي، وقلة تقدير، وشعور متنامٍ بالقهر. كيف نطلب من معلم لم يتلقّ تدريبًا كافيًا، ولم يُمكَّن فعليًا، أن يقود عملية تعليمية متجددة وشاملة؟
أما المدير، الذي يُفترض به أن يكون قائداً تربويًا، فهو أيضًا محاصر بين التعليمات الإدارية، والمناهج التي تتحكم بخيوط اللعبة من ألفها إلى يائها.
السؤال الذي يجب أن نطرحه بصوت عالٍ:
كيف يمكن أن يحدث التغيير الحقيقي؟
هل يمكن للمؤتمرات وحدها أن تُصلح ما أفسده الواقع؟ هل الورش والعروض البراقة قادرة على رتق فجوة الإهمال التي اتسعت في مدارس الأطراف والمناطق المهمشة؟
هل نريد تغييرًا شكليًا أم جذريًا؟ ومن سيستمع فعلًا لنبض الميدان بدل صوت المنصات؟
آن الأوان أن نقولها بوضوح:
لا تمكين دون بيئة تعليمية كريمة.
ولا تطوير حقيقي دون الاعتراف بمعاناة المعلم.
ولا تغيير دون أن يكون صوت المعلمين جزءًا من القرار، لا مجرد صدى.