facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تمكين المعلمين خطوة نحو بناء جيل واثق وواعٍ


لانا ارناؤوط
15-04-2025 10:11 AM

"المعلم ليس من يُعطيك الإجابة، بل من يعلّمك كيف تبحث عنها، ويجعلك تؤمن أنك قادر على أن تجدها."

إن المعلم ليس ناقلًا للمعلومة فحسب، بل هو صانع القيم، ومهندس العلاقات داخل الصف، والقدوة التي يقتدي بها الأطفال في مسيرتهم نحو النضج الاجتماعي والإنساني. وعندما نُمكّن المعلم، فإننا في الحقيقة نضع حجر الأساس لبناء بيئة تعليمية حاضنة تُعزز الثقة، وتحفّز التفكير، وتزرع بذور الإبداع داخل نفوس الطلبة. فالمعلم المجهّز بأساليب حديثة وتدريب نوعي يكون أكثر قدرة على غرس المهارات الاجتماعية في الأطفال، مما ينعكس على سلوكهم وأدائهم الأكاديمي وشعورهم بالانتماء والأمان.

في الدول المتقدمة، يُنظر إلى المعلم باعتباره عمادًا للتنمية، ويتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة ودخلٍ يليق برسالته. في فنلندا مثلًا، يخضع المعلم لتدريب أكاديمي صارم، ويُمنح استقلالية واسعة في تصميم العملية التعليمية، مما يعزز من روح المبادرة لديه ويشعره بالثقة. أما في سنغافورة وكوريا الجنوبية، فالمعلم هو جزء من منظومة تطوير مستمرة، تشمل التقدير الرسمي، والفرص المهنية، والتوازن بين العمل والحياة، مما يجعل مهنة التعليم خيارًا مرموقًا يجذب الكفاءات. هذه التجارب أثبتت أن الاستثمار في المعلم هو أقصر طريق إلى تحسين جودة التعليم وتحقيق العدالة المجتمعية.

المعلم هو خط الدفاع الأول أمام ظواهر التفكك والانغلاق المجتمعي، وهو صوت الحكمة والوعي في لحظات القلق والتشويش التي يعيشها الأطفال. وفي المجتمعات الأقل حظًا، يتضاعف دور المعلم، ليصبح الحاضن والملهم والموجه، ما يجعل الاستثمار في تمكينه ضرورة ملحّة لا ترفًا تنمويًا.

لقد أظهرت التجارب التربوية أن الأطفال الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية قوية أكثر قدرة على بناء علاقات متوازنة، واتخاذ قرارات صائبة، والتفاعل مع بيئتهم بإيجابية. وبالتالي فإن أي مشروع تنموي يستهدف الطفل لا يكتمل دون أن يمر من بوابة المعلم، ودون أن ينطلق من تمكينه وتدريبه وتقديره.

من هذا المنطلق جاء مشروع "تمكين الأطفال والمعلمين" ليضع هذه الرؤية موضع التنفيذ. فهو مشروع يتعامل مع التعليم كعملية شراكة متكاملة، يبدأ فيها التغيير من المعلم، وينتقل أثره إلى الطفل، ومنه إلى الأسرة والمجتمع. من خلال تدريبات نوعية وورش عمل تفاعلية، يُعاد تعريف العلاقة بين المعلم والطفل على أساس من الثقة والتواصل الإنساني، لتتحول المدرسة إلى مساحة للتمكين لا للتلقين، وللرعاية لا للعقاب.

دعونا نعيد صياغة رسالتنا تجاه المعلم ، لا بكلمات الشكر وحدها، بل بخطط مستدامة تحفظ له مكانته، وتدرك حجم مسؤوليته، وتوفر له الدعم الذي يحتاجه ليبقى كما عهدناه: صانع أمل، ومربي أجيال، وركيزة في بناء المستقبل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :