مرةً أخرى، تُثبت دائرة المخابرات العامة أن الأمن الأردني ليس عبثاً، وليس أرضاً سائبة يتسلّل منها أصحاب النوايا القذرة وأرباب الخراب. مرة أخرى، يسقط أولئك الذين ظنوا أن في ثنايا هذا الوطن فراغاً، أو غفلة، أو تغافلاً. لكنّهم كانوا أغبى من أن يدركوا أن العيون الساهرة ترى وتسمع وتترقب بصمت، ثم تضرب في الوقت المناسب.
منذ عام 2021، والمخابرات الأردنية تتعقب مجموعة من المهووسين بالتخريب. ستة عشر شخصاً ظنّوا أنفسهم أبطالاً في مسرحية دموية، يتلاعبون بصواريخ مصنّعة محلياً ومستوردة لأهداف دنيئة. يحوزون مواد متفجرة وأسلحة نارية، ويخفون صاروخاً مجهزاً للاستخدام. وكأن الوطن مجرد ملعبٍ لتجاربهم المجنونة، وكأن دم الأردنيين رخيص لدرجة يُخطّط لإراقته من وراء ستار.
مشروع لتصنيع طائرات مسيّرة؟ تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة؟ وإرسالهم للتدريب بالخارج؟ هل تظنون أن هذا الأردن هشٌ لهذه الدرجة؟! ألا تعرفون من هو الأردن؟ هذا وطن لا يُحنى رأسه. لا يقبل المساس بأمنه، لا بالهمس ولا بالصراخ.
نواياهم الحقيرة سقطت، كما سقطوا هم. سقطوا لأنهم لم يفهموا معنى الولاء، ولم يعرفوا قيمة الوطن، ولم يدركوا أن الأردني حين يُهدَّد أمنه، يُصبح شعباً كاملاً من رجال المخابرات، يذود عن ترابه وحبّه واستقراره.
نحن لا نخاف، ولا نرتجف، بل نقف صفاً واحداً خلف مؤسستنا الأمنية التي تفوقت ليس فقط بالمعلومة، بل بالدقة، وبالعمل بصمت واحتراف. أحيلوا إلى محكمة أمن الدولة، وهذا هو مكانهم الطبيعي، لأن الخيانة لا يُصلحها العذر، ولا تُغتفر لها النوايا.
الرسالة اليوم واضحة: كل من تسوّل له نفسه أن يعبث بأمن الأردن، سيجد نفسه مكشوفاً، مرصوداً، ثم ساقطاً. فهنا وطن لا يساوم، وهنا رجال لا ينامون.
عاش الأردن، وحفظ الله الأردن أرضاً وشعباً وقيادة.
ونؤكدها بكل يقين: حملة الشعار، الجباه السمر، قواتنا المسلحة الأردنية... أنتم صمّام الأمان، أنتم الحُماة، وأنتم فخرنا ما حيينا.