رايتنا تعلو رغم ما تمر به المنطقة العربية : الأردن يحتفي بيوم العلم
العنود عبدالله الطلافيح
15-04-2025 08:11 PM
في 16 من نيسان، لا ترفرف الراية فحسب، بل ينهض بها الوطن. في هذا اليوم، يحتفل الأردنيون بـيوم العلم، لا كمناسبة رسمية عابرة، بل كمناسبة راسخة تؤكد أن الهوية الأردنية راسخة كجبل نيبو، وشامخة كقلعة الكرك، وثابتة في وجه العواصف التي تعصف بمنطقتنا المضطربة منذ عقود.
بينما تتبدّل الخرائط، وتتقلب الموازين في الإقليم، يثبت الأردن أنه الوطن الذي يعرف كيف يحمي حدوده، ويحفظ هيبته، ويرفع رايته بكل فخر وسيادة. في وقت تتكاثر فيه الأزمات، يتسلح الأردنيون بحب الوطن والعزم، ويجددون العهد لرايةٍ جمعت تحتها كل الفصول: من وهج الثورة العربية الكبرى، إلى صبر الجندي على الحدود، إلى نبض قلب الأم التي تغني للعلم كما تغني لطفلها.
العلم الأردني ليس رمزًا شكليًا، بل مرآة وطن حي، ينبض بالقيم، ويقاوم بالتوازن، ويبني رغم شحّ الموارد، ويحتفل رغم ضيق الحال. يحتفل لأنه يؤمن أن الفخر لا يُقاس بمؤشرات اقتصادية، بل بقوة الانتماء، وبكرامة الراية التي لا تنكس.
وها نحن اليوم، تحت ظل النجمة السباعية البيضاء، نعيد التأكيد بأن الأردن لا يُرهَق، بل يزداد صلابة. نحتفل بعلمنا لأنه خلاصة معركة الوعي والبقاء، لأنه جامع للهاشمي والفلاح، للجندي والمعلم، للبادية والمدينة، لكل من عشق تراب هذا الوطن.
في يوم العلم، لا نرفع الراية فقط، بل نرفع رؤوسنا بها. نرفعها ضد الإحباط، في وجه التحديات، وفي مواجهة كل من راهن يومًا على ضعف هذا البلد الصغير بجغرافيته، الكبير بثباته.
كل عام ورايتنا لا تنحني،
كل عام والأردن وطنٌ يحتفل لأنه لا يُكسر.