ليس في استهداف الأردن جديد وليس في صموده ما هو غريب إذ أن الأردن ظل عبر تاريخه موضع عين الحاقدين ومحل أطماع المتربصين وما جبَلته الريح ولا نال من عزيمته كيد، وما يشعل النفس فخرًا أن وطني ظل مستعصيًا على الانكسار وذلك لما يملكه من يقظة دائمة ووعي راسخ وولاء عميق يمتد من القيادة إلى القاعدة ومن الجيش إلى الشعب ورغم عواصف المنطقة وتقلبات الإقليم فقد بقي ثابتًا على مبادئه وكان شديد التماسك كما ظل متجذرًا في شرعيته الهاشمية وظل متين البنيان برجاله ومؤسساته لذا لا تهزّه الرياح ولا تُثنيه المؤامرات ولا تُربكه الأزمات.
إن هذا الكشف الجريء الذي أعلنت عنه دائرة المخابرات العامة الأردنية يضع الرأي العام أمام حقيقة التهديدات التي تُحاك في الظل كما يوضح بوضوح بالغ مدى خطورة المؤامرات التي تستهدف وطننا إذ يؤكد وجود أيادٍ رخيصة ومرتجفة تختبئ خلف شعارات مخادعة بينما تسعى في حقيقتها إلى تفكيك المجتمع وزرع الفوضى وتمزيق الوحدة الوطنية وتفتيت الدولة وإن ذلك يعيد إلى الواجهة أسئلة ملحة تتعلق بأجندات تُدار من الخارج وتسعى إلى زعزعة الاستقرار الوطني من خلال عباءة الخطاب الشعبوي أو مظلومية مصطنعة.
أن الرد جاء حاسمًا وقد حمل رسالة واضحة لا لبس فيها وهي أن أمن الوطن خط أحمر وأن وحدة الأردنيين خلف قيادتهم الهاشمية ودعمهم لجيشهم وأجهزتهم الأمنية هو أقوى من كل المؤامرات وهو أعمق من كل المخططات و أثبتت دائرة المخابرات العامة كما عهدناها دومًا أنها ليست مجرد جهاز أمني مكتمل الأركان بل هي منظومة استخباراتية وطنية متقدمة تستبق الخطر وتُحبط المؤامرة في مهدها وتتحرك بذكاء عالٍ وبكفاءة تُجسد الإرادة الراسخة والاحترافية الرفيعة.
ان ما حدث يوجب علينا جميعًا وخصوصًا النخب السياسية والمجتمعية والإعلامية أن نغادر مواقع الحياد أو التنظير وأن ننهض بمسؤولياتنا الوطنية تجاه رفع منسوب الوعي وتعزيز الانتماء وتحصين الأجيال من الوقوع في شراك دعاة التخريب والتشكيك أو الانجرار خلف خطابات التحريض والتشويش.
لذا فإننا نوجّه من القلب تحية عسكرية صادقة يرسلها كل نشمي وكل نشمية إلى أجهزتنا الأمنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة التي أثبتت أنها درع هذا الوطن وسيفه وهي عنوان اليقظة والإخلاص والتضحية.
حفظ الله الأردن وحمى قيادته الهاشمية وشعبه الوفي وأجهزته الباسلة.