لا للمَسيرات و لا للمُسيّرات
فيصل سلايطة
16-04-2025 10:56 AM
و اخيرا أسدل الستار في الاردن عن ثنائية " السياسة والدين ، ثنائية اثبتت فشلها الذريع في عديد الدول العربية، في مصر و الكويت والامارات و و و .
فشل هذه الثنائية وما يتبعها من انتاجات فكرية "إن وجدت" أو تنظيمية أو مناهج، لا يمسّ أو يقترب من الدين و قدسيته بقدر ما يستغل الدين و يمتطيه غطاءا للافعال، يخلط الدين بالسياسة فيُمسي الدين أداة سياسية لتحقير فلان، للتنمر على أداء علان، لرفض سلوك قد يكون منطقيا فقط لعدم توافقه مع الدين أو ما يفسّرونه منه.
اليوم تقلب الاردن صفحة سوداء من تاريخها، صفحة الحمدلله نتخطّاها بدون دماء، بدون ضحايا، بدون مآسي، بفضل فرسان الحق، اصحاب الفضل على كل أردني شريف محبّ لوطنه، صفحة يجب أن يقرأها الناس بتمعن ليستفيقوا من غيبوبة الوعي و الادراك.
كنّا نلوم وطننا و نقول، لا للأمن الناعم، لم نكن نعلم أن الامن الناعم سينجّينا من كوارث، لم نكن نعلم أن وراء ابتسامتهم و بساطتهم جدران من نار سُيجت حول الخونة و بائعي الضمائر و الوهم، عاشقي الدماء و الارهاب.
شكرا لكم، شكرا لجندويل التي لولاها لم ننم مرتاحي البال، شكرا لكل من يسهر على راحتنا، اليوم اكملتم مهمتكم، غدا للأردنيين واجب، واجب التغيير، فمن اليوم لا للمسيرات و لا للمُسيّرات، تلك التي كانت تعدّ في الاقبية و الغرف المظلمة.
لا للمسيرات التي يهتف ضد الدولة بها، التي تغلق الشوارع و المحال التجارية، التي تشوه صورة عمان و وسط البلد تحديدا، و بحجة ماذا؟ غزة؟
لو جمعتم مسيرة من اربد للعقبة لن تكن نافعة بقدر حملات دعم غزة التي تقود الهيئة الخيرية الهاشمية أو أي جمعية دعم مرخصة، يكفي، يكفي تذرّعا بفلسطين و انتم منها براء، يكفي لعبا على وتر العاطفة و انتم و العاطفة خطّان لا يلتقيان.
لن نتعمّق، فالدولة لا زالت في خضم المعركة، والايام القادمة حُبلى بالاسرار المدهشة والمخططات الدموية والتي لم نكن سنحمى منها لولا سهر فرسان الحق " المخابرات" ، الذين يجب أن تحوّل لهم رواتب السياسيون المترفون، أو ثلاث أرباع من هم تحت القبّة.
وفي يوم العلم ، تحية لمن يحمون هذا العلم، و أدام الله هذا الوطن سدّا منيعا..