facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نٌحبّ فلسطين ولكن !


فيصل سلايطة
19-04-2025 10:57 AM

لا اعتقد يوجد من يكره فلسطين ، كأرض ، كتاريخ ، كحضارة و تراث و بحر و شجر و أرض و فسيفساء و مساجد و كنائس و معابد ، لا اعتقد أيضا أن من يبغض فلسطين يستطيع أن ينكر جمالها ، تنوّعها الثقافي ، تنوع المائدة و الازياء التراثية و الثقافات الناتج عن مكوّن ديني أصيل و متنوع و متشعب من مسلم و مسيحي و يهودي و غيره ، عاشوا حياة طبيعية إلى حدّ كبير لقرون من الزمان.

حبّ فلسطين لا ينطلق فقط من مبدأ ديني تابع للأديان السماوية ، بقدر ما ترتبط مع الشعوب بعلاقة وجدانية ، قد تكون لما مرّت به طوال القرن الماضي ، قد تكون بسبب قربها لدول شرق المتوسط ، قد تكون بسبب علاقة الدم و النسب ، مهما تكن الاسباب ، يبقى حب الشعوب لها ثابتا و راسخا.

لكن ، حبّ فلسطين شيء ، و الذهاب أبعد من الحبّ نحو التدمير شيء آخر مختلف تماما ، في الماضي قبل عقود من الزمن ، عندما خاضت الدول العربية معارك و حروب اسنادا لفلسطين و رغبة في تحريرها ، كانت المعطيات مختلفة ، كانت الظروف واحدة ، كان السلاح بيد العدو و المقاوم و المساند تقريبا هو ذاته ، لذلك كان التفاوت و الميزان يميل و يتأرجح حسب الثبات و نجاعة الخطط و تأثير الروح الوطنية و النزعة الدينية.

اليوم الأمر مختلف تماما ، و هذا جزء من الحل الاقتناع التام باختلال موازين القوى لأنّنا كعرب خلال عقود مضت لم ننكب يوما على السلاح و التصنيع و الانتاج بشكل فعال مستقل تماما ، لذلك اتسع الاخدود بيننا و بين الغرب و اسرائيل ، لدرجة بتنا ننتصر عندما نغتنم سلاحهم لنحاربهم به.

هذا الاعتراف الضمني بوجود تفاوت ليس استسلاما أو اذعانا بالهزيمة ، بقدر ما هو حقن للدماء و ابتعاد عن هدر كارثي للموارد و البشر و الشجر و الحجر ، فأي نِزال سندخله بسلاح يصنعه _ العدو_ ؟ هل نضمن أن طائراتهم لا تتوقف في معركة ما و تستدير تلقائيا لتضربنا؟ هل نضمن أن تنطلق الصواريخ كما يطلب منها؟

ما العمل؟ أنجلس متفرجين؟ بالتأكيد لا ليست هي الغاية ، لكن آن الاوان أن تدخلنا هذه الازمة و ما ترتب عليها في قنوات التفكير ، الانتاج ، كسر التابوهات التي توضع أمام كل من يفكر ، و تكفير كل من ينطلق خارج الصندوق باتت سلعة جالبة للدمار ، نحن نحبّ فلسطين و لكن لن ننصهر دفاعا عنها ما دمنا نعرف النتيجة مسبقا.

حتى السابع من اكتوبر ، و مع شرعيته الكاملة كعملية مقاومة و دفاع عن حق و رغبة بالتحرر ، هل لم تكن النتيجة واضحة؟ هل كانوا يتوقّعون صواريخا من الورود ستنهال بها اسرائيل على القطاع؟ و هل إن كان المتوقع اسنادا عربيا ، هل كانت ستتجهز الجيوش في ساعات دون تنسيق و اعلام مسبق؟ و إن حدث هذا هل ستختلف النتيجة ؟ أم سيكون الدمار أوسع كما حدث في لبنان و سوريا و اليمن؟

فلسطين و قضيتها لن تحلّ اليوم بحلول الماضي ما دام التفاوت كبير ، لا نستطيع أن نواجه الاسلحة الليزرية و المتقدمة بالحَربات و الادعية _فنحن لسنا في باب الحارة _ ، لن نجني سوى الهزيمة تلو الهزيمة و ضياع الارض مترا بعد متر.

الحل واضح و يبدأ من المدارس ، يبدأ من الجامعات ، يبدأ بثورة فكرية حقيقية لا سياسية ، انتفاضة علمية تضعنا في مصاف الدول المتحضرة ، اليابان سحقت تماما ، سنغافورة وصلت إلى القاع ، ماليزيا تشتت ، الصين ذاقت الفقر ، كل الدول هذه وصلت إلى ما هو أدنى من الصفر ، و اليوم تقف صلبة كلمتها مستقلة إلى حد كبير.

نحبّ فلسطين و لكن لن نضحي بدولنا من أجلها ، لن تتدمر حواضرنا مع علمنا المسبق بالنتيجة ، لن ندخل معركة اصحابها منقسمون يختلفون في ما بينهم .

المشكلة و الطامّة الكبرى ، أن شمّاعة فلسطين كانت السبب في توغّل السرطان نحو الدول ، فعذر القضية أدخل ايران في مفاصل بيروت و ذات العذر جعل من سوريا أرضا مستباحة ، و ذات العذر جعل اليمن السعيد حزينا و ذاته اتعب العراق و نهبه ، و ذاته اليوم يستخدم للوي ذراع الاردن ، للتأرجح ما بين (دعم المقاومة _بصواريخ كرتونية أو وسم الخيانة) هذا ما لا يدركه البسطاء من الشعوب العربية التي تنساق نحو العاطفة و تغيّب العاطفة..

لذلك نحن نحبّ فلسطين ، و لكن من واجبنا الحفاظ على بلداننا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :