حتى لا تأكل النار ثوبنا وتلتهم نسيجنا
د.محمد البدور
19-04-2025 12:09 PM
لا يوجد في الاردن ثقافة مجتمعية منبتة او حاضنة للارهاب والعنف ضد الوطن حتى المعارضين والمتحمسين وإن تعالت اصواتهم الى حد سقف المطالبة بحمل السلاح فإنما ذلك ردة فعل عاطفية من حرارة الدم الاردني لاجل مناصرة الاهل في فلسطين وردع إسرائيل التي امعنت بهم قتلا وتنكيل
جميع الأردنيين متفقون على ان امن الوطن وإستقراره خط احمر والاردنيون اصحاب ضمائر حية ومبادىء قومية عربية اصيلة لايهون عليهم سفك الدم العربي والاسلامي وكم وقف الاردنيون مناصرين لاخوتهم العرب سواء في خنادق المواجهة لاعدائهم او حتى لاستقبال المهجرين من الحروب والصراعات او المساهمة في تحقيق الامن والاستقرار في كل البلاد العربية الشقيقة التي استعانت بالجيش الاردني واجهزته الامنية ميدانيا اولوجستيا
ما يخيفنا على وطننا ان تستغل قوى خارجية لهيب مشاعرنا وتستثمر بسخونة ساحاتنا وتدس السم في السمن البلدي الاصيل لا لاجل فلسطين ولكن لاجل إضعاف شوكة هذا البلد الامين وثنيه عن مواقفه الرافضة الراسخة لمخططات تهجير الفلسطينيين للاردن والتي اصبحت اليوم إستراتيجية إسرائيلية علنية بدعم امريكي بعد ان كانت نوايا وافكار بل واحلام مدفونة بادراج مكاتب السياسيين الاسرائيلييين بانتظار الفرصة السانحة والتي قدمها اليوم الصمت الدولي وإزدواجية قوانينه والعجز العربي والاسلامي على طبق من ذهب لنتنياهو وحكومته التي استباحت الدم والارض في فلسطين ودول الطوق العربي كلها بما فيها الاردن لطالما باتت شظايا الصواريخ تتطاير في سماء وطننا ٠
مايخيفنا اكثر ان دول نعتبرها صديقة مثل إيران راحت تمتطي حصان طروادة الفلسطيني للدخول الى منطقتنا وفرض اجنداتها المذهبية والسياسية والمفاوضه مع امريكا وإسرائيل حول برامجها النووية وتصدير افكار الثورة الخمينية الى بلادنا كما وسعيها جاهدة لموضع قدم لها في الشرق الاوسط الجديد فاستعانت باذرعها التي لاتملك الا العبث وتهديد امن وإستقرار وضرب العامود كما في لبنان وصناعة المخدرات وتهريب السلاح للاردن كما في سوريا وما عليها الا نفخ بالون التحرير لفلسطين وتطييره في فضاء منطقتنا او إطلاق صواريخ الفتاش وطائرات الكرتون على إسرائيل ٠
نحن الاردنيون اليوم مستهدفون وباتت نيران إسرائيل تقترب منا وعلى اطراف حدودنا وهذا يتطلب منا اخذ نفس وطني عميق وإدراك واعي لمقدراتنا ومراجعة لقدراتنا وكذلك التفحص لجبهتنا الداخلية وتماسكها وتراص صفوفها وخلوها من اصحاب الضلالة والغوغائيين الذين نخشى بقصد او بغير قصد على وطننا من ان يكونوا ادوات للفوضى والعبث الداخلي بأمننا الوطني