لا اعتقد ان امة عربية غيرنا اكثر اهتماما منا بالسياسة فكلنا سياسيون بلا حدود وسقف الحرية السياسية عندنا لايوجد حتى بأمريكا نحن إسلاميون ووسطيون ومعتدلون وحماسيون وإخوان مسلمون ووطنيون واردنيون وعشائريون منا من يريد تحرير فلسطين ومنا من يريد فتح الحدود ومنا من يريد ان نفتح الساحات لايران والحوثيين وحزب الله والحشد وداعش وباحش ومنا من يريد تحرير بورما ومنا من يريد دولة افلاطون الخيالية ومنا من يريد نصرة غزة بالزحف الى مصر وعبور سيناء ومنا من يريد القضاء على إسرائيل بعبور البحر الميت سباحة ومنا من يطالبنا بفتح الفضاء والسماء والبر والبحر لعبور جيش الفاتحين من الحرس الجمهوري الايراني لتحرير فلسطين.
صيحات وصراخات وكتابات وتعليقات وفيديوهات واعلام كلها تطلب من الاردن ارض الحشد والرباط ان يلتم فيه من كل بقاع الارض جند صلاح الدين وان تنشا مراكز التسليح وصناعة الصواريخ وطائرات الدرون والكرتون والمدمرات والمتفجرات ولا بأس من مصانع الحشيش والمسكرات فماذا بعد؟
السؤال الذي يجول بخاطري هل نحن الوحيدون من امة العرب والاسلام المكتوب علينا ان نحرر فلسطين ونرمي اليهود بالبحر؟
انظر الى كل بلدان العرب فلا اجد احد اكثر منا منشغلا بالقضاء على اليهود ولجم امريكا عن دعمها لهم وطردها من الشرق الاوسط كله؟
حقيقة ان صدر هذا الوطن واسع وملكه من الملائكة رحيم وحكيم والا ماكان هذا السجال الغوغائي المتلاطم في وطننا ليكون.
والله ان الحرية والديموقراطية التي اراها اليوم في الاردن ليس مثلها لا بأمريكا ولا بالصين ولا تحدث عنها الفلاسفة ولا نقلتها اساطير الاولين وانا ارى من يشتم ويخون ويكتب ويدون مخطوطاته للتحرير وجنان النعيم ومخطاته لمستقبل امريكا والعرب والمسلمين ومن يدعو في الساحات للانقلابات وعلى المنابر من يجيش الشوارع والخروج عن طاعة الحاكم واولي الامر وحتى بات شأننا الوطني وقرارنا السياسي مقدمة لحديثنا في جاهات الافراح والاعراس فأي بلد عظيم انت يا اردن؟
اوقفوا انفسكم وتوقفوا عند حدود وطنكم ان كنتم صادقين فالخطر الاسرائيلي يستهدفنا وبات اقرب من اي وقت لحدودنا فلا تكونوا اداتهم على وطنكم ولا تشغلوا جيشه واجهزته ومؤسسات قراره عن التفكير والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك حوله فأمريكا وإسرائيل ساكتة على غش تنتظر الفزعة منكم بإغراق هذا البلد العظيم بالفوضى والانقسام والغوغاء فعودوا لرشدكم واستمسكوا بعروة وطنكم فذلك اتقى لكم واتقوا الله باهلكم ووطنكم.